الجوع يضرب «تيجراي».. 100 ألف طفل إثيوبي يواجهون الجوع المميت
حذرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة، أمس الجمعة، من أن أكثر من 100 ألف طفل في منطقة تيجراي المحاصرة في إثيوبيا قد يواجهون أكثر أشكال سوء التغذية خطورة وتهديدًا للحياة في العام المقبل، حيث لا تزال المساعدات الإنسانية ممنوعة من الوصول إلى المنطقة بينما يعاني حوالي 6 ملايين شخص، وفقا لما نقله موقع "نيوز تايمز" الأمريكي.
وقالت المتحدثة باسم اليونيسف ماريكسي ميركادو وضمن فريق الاستجابة لحالات الطوارئ في اليونيسف: "وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن هناك زيادة في عدد حالات الأطفال الجوعى بمقدار عشرة أضعاف عن عدد الحالات المعتاد في تيجراي، وهي زيادة تستند إلى الصراع الذي يتزايد بقوة في إقليم تيجراي حيث يقيد الصراع وصول الغذاء لاقليم تيجراي".
ويأتي التحذير في الوقت الذي من المقرر فيه أن يزور مسؤولون رفيعو المستوى من الأمم المتحدة والولايات المتحدة إثيوبيا خلال الأيام القليلة المقبلة للضغط على الحكومة الإثيوبية من أجل السماح بمرور قوافل المساعدات الإنسانية.
ووفقا للموقع: "تحدث الأن أسوأ أزمة جوع في العالم منذ عقد في تيجراي، حيث تقول الولايات المتحدة إن ما يصل إلى 900 ألف شخص يواجهون الآن ظروف مجاعة ويقول خبراء الأمن الغذائي الدولي إن موسم الزراعة الحاسم فات بسبب الحرب”.
ووفقا لتقديرات اليونيسف، وبناءً على فحص أكثر من 430.000 طفل خلال الصراع الذي دام 9 أشهر أفادت وكالة أسوشييتد برس عن وفاة العشرات من الجوع في منطقة تيجراي الأخرى التي يتعذر الوصول إليها.
وحذرت ماريكسي ميركادو، من "أعداد مروعة من الاشخاص يعانون من سوء التغذية الحاد" وأعربت عن إحباطها من نقص الغذاء والوقود والمال والإمدادات الأخرى في حين أن الوصول إلى داخل تيجراي قد تحسن بعد تحول دراماتيكي في الحرب في يونيو مع انسحاب الجنود الإثيوبيين وإعلان الحكومة وقف إطلاق النار من جانب واحد، إلا أن وسائل المساعدة تنفد.
وقالت ميركادو: "لا يمكنك تقديم الخدمات للناس بدون وقود"، مضيفًة أنه خلال الزيارة إلى المناطق التي كان يتعذر الوصول إليها سابقًا: "لقد غمرتنا أعداد الأمهات والأطفال الذين حضروا وأرادوا بشدة بعض المساعدة".
وقالت اليونيسف أيضًا إن بيانات الفحص تظهر أن 47٪ من جميع النساء الحوامل والمرضعات في تيجراي يعانين من سوء التغذية الحاد، ما يعني المزيد من المخاطر على كل من الأمهات والأطفال.
وألقت الحكومة الإثيوبية باللوم في حصار المساعدات على قوات تيجراي لكن مسؤولًا كبيرًا في الولايات المتحدة قال لوكالة أسوشييتد برس: أن “الأمر ليس كذلك” ومن المقرر أن تزور سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، إثيوبيا الأسبوع الجاري للضغط.
يأتي هذا بينما لم تصل قوافل المساعدات إلى تيجراي منذ 12 يوليو، حتى مع الحاجة إلى ما يصل إلى 600 شاحنة محملة بالإمدادات أسبوعياً ووقا لعمال الإغاثة في أول بعثة تابعة للأمم المتحدة، فقد قالوا أنه تم "تفتيش مكثف" في القافلة المتجهة إلى تيجراي في 22 يوليو ولم يُسمح لنا بإحضار وإدخال بعض الأدوية الأساسية لتجيراي.
وفي يوم الجمعة أيضا، أدانت المستشارة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية في الأمم المتحدة أليس ويريمو نديريتو "التصريحات التحريضية التي يستخدمها كبار القادة السياسيين والجماعات المسلحة المرتبطة بهم"، قائلة إن استخدام مصطلحات مثل "السرطان" للإشارة إلى نزاع تيجراي يثير القلق لأبناء تيجراي العرقيين الذين قالوا إن الآلاف من غير المقاتلين قد اعتُقلوا أثناء النزاع مع الحكومة الإثيوبية.