«الأرثوذكسية» تحيي ذكرى استشهاد القديس بطلان الطبيب
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ذكرى استشهاد القديس بطلان الطبيب ومن معه.
وقال كتاب التاريخ الكنسي، المعروف بـ"السنكسار"، “في مثل هذا اليوم استشهد القديس الجليل مار بطلان الطبيب. ولد في بلدة تعميدون من أب وثني اسمه أسطوخيوس وأم مسيحية تدعي أونالة، فعلماه مهنة الطب وكان بالقرب من منزلهم قس فكان كلما عبر بطلان أمامه يتأمل اعتدال قوامه وكمال عقله وكثرة علمه ويتحسر عليه لبعده عن الله وكان يطلب من الله في صلاته أن يهديه ويرشده إلى طريق الخلاص”.
وأضاف: “لما أكثر الطلبة والسؤال إلى الله من أجله، أعلمه الرب في رؤيا أنه سيؤمن علي يديه. ففرح بذلك وصار يحادثه كلما اجتاز به إلى أن تمكنت المودة بينهما. فعرفه القس فساد عبادة الأصنام، وبين له شرف المسيحية، وأفضلية حياة تابعيها، وأن الذين يؤمنون بالمسيح تجري على أيديهم آيات وعجائب فلما سمع بطلان الطبيب فرح واشتهي أن يعمله ليكمل له قصده في الطب ففي أحد الأيام لدغت حية إنسانا وظلت قائمة تحته. فقال في نفسه ”أجرب تعليم القس معلمي الذي قاله لي آمنت بالسيد المسيح تصنع آيات وعجائب” ثم اقترب من ذلك الإنسان وصلي صلاة طويلة طالبا من السيد المسيح أن يظهر قوته في إبرائه، وفي قتل الحية لئلا تؤذي آخرين. وعند فراغه من صلاته قام الرجل سالما، وسقطت الحية ميتة. فازداد إيمانا ومضى إلى القس وتعمد علي يده وظل يمارس مهنة الطب.
ويتابع السنكسار عن سيرته، أنه لما تنيح أبوه حرر عبيده، ووزع كل ماله علي المساكين وصار يداوي المرضي بدون أجر ويطلب منهم الإيمان بالمسيح، فحسده الأطباء، وسعوا به وبالقس وبجماعة كثيرة كانوا قد آمنوا لدى الملك. فاستحضرهم وهددهم بالتعذيب ان لم يكفروا بالسيد المسيح، وإذ لم يكترثوا بتهديده عذبهم كثيرًا ثم قطع رؤوسهم، أما القديس فقد بالغ في تعذيبه بأن ألقاه للأسود فلم تؤذه وكان الرب يقويه ويشفيه. ثم أمر أخيرًا بقطع رأسه فنال إكليل الشهادة.