الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بذكرى نياحة القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهبى
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم ، بذكرى نياحة القديس يوحنا صاحب الانجيل الذهبى.
وقال كتاب التاريخ الكنسي المعروف بـ"السنكسار"، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس يوحنا صاحب الإنجيل الذهبي، وولد هذا القديس بمدينة رومية من أب غني يسمي أطروفيوس (أو اطرافيموس)، ولما كان يوحنا يتلقى العلم في المكتب طلب من أبيه أن يجلد له الإنجيل الذي كان يقرأ فيه بالذهب، فعمل له ما أراد ففرح به كثيرا واتفق أن أحد الرهبان نزل عندهم عند ذهابه إلى بيت المقدس فطلب منه يوحنا أن يأخذه معه .
وأضاف الكتاب: "فأعلمه أنه ذاهب إلى القدس وليس إلى الدير ثم عرفه أنه صغير السن، ولا يحتمل عيشة التقشف التي يمارسها الرهبان، غير أن يوحنا كان صادقا في عزمه فسافر وحده في سفينة إلى دير ذلك الراهب ولما رآه الرئيس لم يرد أن يقبله لصغر سنه، وأفهمه أن العيشة الرهبانية شاقة علي مثله ولما ألح عليه يوحنا، ورأى فيه الرئيس ثبات العزم وقوة اليقين حلق له شعر رأسه وألبسه ثوب الرهبنة المقدس فأجهد يوحنا نفسه بعبادات زائدة وكان الأب الرئيس ينصحه قائلا: "ترفق بنفسك وسر مثل سائر الأخوة " فكان يقول له "إن قوة الله وصلاتك عني تعينني" وبعد سبع سنوات رأي في رؤيا من يقول له : "قم أذهب إلى والديك لتأخذ بركتهما قبل انتقالك من هذا العالم"، وتكررت هذه الرؤيا ثلاث ليال متوالية فأعلم الرئيس بها، فعرفه أن هذا من الله وأشار عليه بالذهاب فلما خرج من الدير وجد رجلا مسكينا عليه ثياب رثة ، فأخذها منه وأعطاه ثيابه .
وتابع "السنكسار": "ولما وصل منزل والديه قضى ثلاث سنوات قريبا من باب البيت يقيم في عشة من القش وكان يقتات أثنائها من فضلات موائد أبيه التي يرميها الخدم، وكانت أمه إذا عبرت به تشمئز نفسها من رائحته ومن منظر ثيابه الرثة، ولما دنت نياحته أعلمه الرب أنه بعد ثلاثة أيام سينتقل من هذا العالم فاستدعي والدته ولم يعرفها بنفسه واستحلفها أن تدفنه في العشة التي يقيم فيها بما عليه من الثياب ثم أعطاها الإنجيل الذهب قائلا: كلما قرأت فيه تذكريني.
فلما حضر والده إلى المنزل أرته الإنجيل فعرف أنه إنجيل ولده يوحنا فأسرع إليه الاثنان وسألاه عن الإنجيل وعن ولدهما فطلب منهما أن يتعهدا بأن لا يدفناه إلا في ثيابه التي عليه . ثم عرفهما بأنه ولدهما ثم خرجت روحه إلي خالقه، فبكيا بكاء عظيما وسمع بذلك أكابر روميه ، فكفنته أمه بالثياب التي أعدتها ليوم زواجه قبل ذهابه إلى الدير فمرضت لوقتها فتذكر زوجها التعهد الذي قطعاه وفي الحال نزع عن ابنه هذه الثياب وألبسه ثيابه القديمة ودفنه في العشة التي كان بها، وحصلت من جسده عجائب كثيرة ثم بنوا له كنيسة على اسمه ووضعوا جسده بها .