حجاج بيت الله الحرام يؤدون أعمال «يوم النحر»
شرع حجاج بيت الله الحرام، اليوم الثلاثاء العاشر من ذي الحجة، في أداء أعمال يوم النحر، وذلك بعد أن أتموا الوقوف بعرفات والمبيت في مزدلفة، وسط إجراءات احترازية مكثفة، وخدمات متكاملة لضمان أداء مناسكهم بيسر وسهولة.
وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية العقيد طلال الشلهوب- في تصريحات اليوم- أن الجهات الحكومية المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن استكملت استعداداتها لاستقبال الحجاج بعد عودتهم إلى منى فجر اليوم الثلاثاء لرمي جمرة العقبة، ثم أداء طواف الإفاضة، والإقامة في منى يوم عيد الأضحى المبارك وأيام التشريق.
ويتوجه الحاج فجر اليوم العاشر من ذي الحجة من مزدلفة إلى مشعر منى، وذلك لرمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصوات متعاقبات يكبر مع كل حصاة، ثم يذبح الهدي إذا كان عليه هدي، ثم يحلق أو يقصر شعر رأسه والحلق أفضل، والمرأة تقصر من شعرها قدر أنملة (الأنملة: تعادل رأس الأصبع)، هذا الترتيب أفضل وإن قدم عملاً على العمل الآخر فلا حرج في ذلك.
وعندما يرمي الحاج جمرة العقبة ويحلق أو يقصر شعر رأسه يكون بذلك قد تم له التحلل الأول، وبإمكانه حينئذٍ أن يلبس ثيابه، وتحل له كل محظورات الإحرام إلا النساء، بعد ذلك يتوجه الحجاج إلى المسجد الحرام ليطوفوا طواف الإفاضة، وهو ركن لا يتم الحج إلا به، ثم يسعى بعده الحاج إذا كان متمتعاً، أو إذا لم يكن قد سعى قبل ذلك مع طواف القدوم لمن كان قارناً أو مفرداً فيلزمه حينها السعي، أو يجوز تأخير طواف الإفاضة لما بعد أيام التشريق وجمعه مع طواف الوداع، ليصبح طوافاً واحداً، والذهاب إلى مكة بعد رمي الجمرات.
وبعد طواف الإفاضة في يوم النحر يباح للحاج جميع محظورات الإحرام، ثم يعود إلى منى للمبيت بها أيام التشريق الثلاثة.
ومع وصول الحجاج، البالغ عددهم 60 ألفاً، إلى مشعر منى فجر الثلاثاء شرعوا في رمي جمرة العقبة، اتباعاً لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
من جانبه، كشف المتحدث الرسمي لوزارة الحج والعمرة المهندس هشام سعيد عن أنه تم إعداد خطة لجسر الجمرات بأدواره الثلاثة الرئيسية، بناء على الهوية البصرية المحددة للحجاج، بحيث يكون لكل مجموعة جدول زمني معين مرتبط بالدور المعين الذي سيؤدي فيه الحجاج رمي الجمرات.
كما شرع الحجاج في أداء طواف الإفاضة، وسط منظومة من الخدمات، والإجراءات الاحترازية داخل المسجد الحرام، والتدابير الوقائية المكثفة التي فعَّلتها الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن خطتها لضمان سلاسة تفويج الحجاج لأداء نسكهم بيسر وسهولة.
وشاركت الرئاسة العامة مع الجهات المعنية بتنظيم دخول الحجيج إلى الحرم المكي عبر أبواب محددة لكل فوج، ووفق تنظيم روعي فيه أعلى الإجراءات الوقائية وتطبيق التباعد الجسدي، أثناء تأدية الطواف حول الكعبة المشرفة من خلال المسارات الافتراضية التي أسهمت في انسيابية وتسهيل حركة الحشود.
واستكملت الجهات الحكومية جميع الاستعدادات في مشعر منى تمهيداً لعودة الحجاج إليه اليوم للإقامة فيه خلال أيام التشريق، حيث سيتم إيواؤهم في 71 مخيماً، و6 أبراج خصصت لاستقبالهم وفق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات والبروتوكولات الصحية الوقائية المعتمدة.
وأكدت وزارة الحج والعمرة وجود ضوابط وآليات لتنظيم عملية دخول الحجاج وخروجهم من المخيمات والأبراج، بهدف ضمان تطبيق إجراءات الفرز البصري والحراري أثناء وجودهم في مشعر "منى" يوم التروية وفق الإجراءات المتبعة لتحقيق سلامة الحجاج.
واستعدت هيئة الهلال الأحمر السعودي بـ14 مركزاً إسعافياً وبأكثر من 134 ممارساً صحياً تابعين للهيئة في مشعر منى، بدعم من 52 سيارة إسعاف موزعة على المراكز الإسعافية، إضافة لـ10 دراجات نارية، وفرق تطوعية تابعة للهيئة تعمل مساندةً لمباشرة الحالات الإسعافية المرضية والإصابات.
وحرصت الجهات الأمنية على تأمين جميع متطلبات السلامة واشتراطاتها في جميع مواقع وجود الحجاج في المشعر، من خلال دوريات للأمن والسلامة للمحافظة على أمن وراحة الحجاج وأماكن وجودهم على مدار الساعة.
كما تتمركز وحدات الدفاع المدني في جميع مواقع الحجاج بمشعر منى مزودة بالكوادر البشرية المؤهلة والآليات الحديثة، كما أن هناك قوة التدخل السريع في حالات الطوارئ.
الجدير بالذكر أن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، الدكتور محمد العبد العالي، كان قد أكد في وقت سابق أن الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولم تسجل اليوم أي حالات مصابة بفيروس كورونا أو أي أمراض مؤثرة على الصحة العامة، كما لم تُسجل أي وفيات بين حجاج بيت الله الحرام.