باحث فرنسي: لا حل لإنهاء «حرب تيجراي» بغير إقصاء آبي أحمد من السلطة
قال الباحث الفرنسي المتخصص في الشأن الإثيوبي، رينيه ليفورت، في حوار مع شبكة تلفزيون «تي في 5 موند» الفرنسية إن أزمة الوضع المتردي في إقليم تيجراي والحرب الأهلية الدائرة هناك لن تُحل بغير إقصاء رئيس الوزراء آبي أحمد من منصبه، معتبراً إياه «المتسبب الأول في الصراع القبلي».
وتشهد إثيوبيا حرباً أهلية منذ هجوم القوات المركزية على منطقة تيجراي الشمالية في 4 نوفمبر 2020، وهو ما أسفر عن مجازر مروعة على أيدي القوات المركزية.
وبالإضافة إلى ملايين النازحين، هناك خطر المجاعة الذي يهدد الإقليم، وعلى الرغم من قرار وقف إطلاق النار «أحادي الجانب»، الذي اتخذته أديس أبابا في نهاية يونيو، واصلت قوات دفاع تيجراي تقدمها.
وفي 16 يوليو الجاري، أعلنت ثلاث مناطق في إثيوبيا بما في ذلك أوروميا الأكبر والأكثر اكتظاظاً بالسكان، عن إرسال قوات لدعم القوات الحكومية في معركتها ضد إقليم تيجراي، ما يهدد بحرب أهلية شاملة.
وقال «ليفورت» إنَّ القوات الإثيوبية التي تقاتل في إقليم تجيراي تخوض القتال بإرادة من السلطات الإثيوبية وتحديداً من رئيس الوزراء آبي أحمد.
وأضاف: «لا أعرف بالضبط عدد الرجال من حكومة إثيوبيا الذين شاركوا في الحرب في إقليم تيجراي، لكن يجب أن نعلم أنه قبل بدء نزاع تيجراي كان مجموع الجنود الذين يشكلون القوات الخاصة الإقليمية من جميع أنحاء إثيوبيا أكبر من قوة الجيش الفيدرالي».
وأكد أنَّ ما يحدث في إقليم تيجراي هو «حرب أهلية قوية» لأنه تمّ إرسال قوات إقليمية من الجانب الآخر من البلاد ضد القوات التيجراية، وليس فقط القوات الفيدرالية، وبالتالي فقد تحولت الحرب في إقليم تيجراي إلى حرب وصراع عرقي بين الشعب وضد الشعب في نفس الوقت، معتبراً أن أثيوبيا سوف تتحول ليوغوسلافيا إفريقية.
وتابع: «بالإضافة إلى تيجراي، تتقدم حرب عصابات جديدة من الأورومو في أوروميا ويمكن أن تزعزع استقرار البلاد بأكملها».
وأكد عدم وجود حل راهناً للخروج من هذا المستنقع إلا بإقصاء آبي أحمد، ولن يكون هناك حوار في إثيوبيا دون تهميش آبي أحمد لأنه هو المسؤول الأول عن هذا الوضع، إنه هو الذي ساهم بشكل كبير في قيادة إثيوبيا إلى هذه الهاوية.
وتابع: «أعتقد أننا دخلنا منذ فترة طويلة في حرب لا هوادة فيها على الإطلاق، بدأت في ربيع 2018، بعد أشهر قليلة من وصول آبي أحمد إلى السلطة. بدلاً من الشروع في مصالحة وطنية حقيقية، استخدم العداء تجاه تيجراي، الذين هيمنت نخبتهم لمدة 27 عامًا لكسب التأييد والشعبي».