الكنيسة القبطية الكاثوليكية تحنفل بذكرى القديس الكسيس رجل الله
احتفلت الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم، برئاسة الأنبا إبراهيم اسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، بذكرى القديس الكسيس رجل الله.
وقال الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني إنه ولد من أسرة نبيلة في مدينة روما والده يدعى اوفميانس وأمه اسمها اغلانس وكانت عاقراً، وكان هذان الزوجان حزينين دائما على حرمانهما من الانجاب.
وأضاف الأب وليم في بيان صدر عبر الصفحة الرسمية لمركز الكنيسة الإعلامي عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنهما كانا يتوسلان إلى الرب بالصلاة والصوم والصدقة أن يرزقهما ابناً يكون وريثاً لأموالهما بعد موتهما. استجاب الرب لهما ورزقهما غلاماً سمياه الكسيس. فربياه في الحياة المسيحية والعلوم. ولما بلغ سن الشباب خطبا له صبية من بنات الأشراف.
وتابع: "ولما حانت ليلة العرس كلمه الله باطناً واعلمه بأنه يريده في خدمته. وأمره أن يترك عروسه وينفصل عن أهله واصدقائه وينطلق إلى المكان الذي يريه اياه. فاطاع الكسيس الهام الله. وخرج من بيت ابويه متنكراً وتوجه إلى الميناء في ساحل البحر. فقدر له الله سفينة فركبها وسار حتى وصل الى اللاذقية. ومن هناك سار إلى مدينة الرها وسكن فيها بقرب كنيسة مريم العذراء وكان يستعطي خبز كفافه يوماً فيوماً ويقضي زمانه في الصلاة. وعاد الى موطنه فى رومه، لما توجه إلى البيت صادف في الطريق اباه ومعه خدامه.
واكمل: "أخذه الخادم وادخله قبة صغيرة مظلمة فسكن فيها القديس الكسيس مدة سبع عشرة سنة من دون أن يعلم به أحد. وكان يقاسي أذيات كثيرة من خدام البيت إذ كانوا يهزأون به وبحالته الفقرية وبقداسة سيرته. وكان يفرح بنظره نفسه مرزولاً في بيت أبويه حبا لله. وكان لالكسيس حرب قوية لا يقدر أن يحتملها إذ يرى أمه دائما تبكى على فقدانه وكذلك عروسه تبكى نهاراً وليلاً في البيت الذى تركها فيه ولا تريد أن تخرج منه أبداً.
واستطرد:"وكانت هذه الحسرات تبلغ إلى مسامع الكسيس، لكن الله قواه وجعله كالصخرة وجعله يحتمل تلك الصعوبات كلها. وكان يعترف ويتناول القربان المقدس كل اسبوع وكانت حياته يقضيها في الصلاة والصوم والتقشف. فأوحى له الله بيوم موته. ولما دنا يومه اخذ قلماً وورقة وكتب فيها اسمه واسم أبيه واسم امه واسم عروسه. وطوى الورقة واطبق يده عليها منتظراً الساعة التى فيها يدعوه الله إليه.
واردف:"ولما رجل سمع الناس صوتاً يقول ابحثوا عن رجل الله في بيت اوفميانس، وذهبوا الى هناك ووجدوا الكسيس الفقير مضطجعاً على الأرض فنظره ابوه فوجد في يديه ورقة ولما شرع الكاتب في قرآتها ولفظ اسم أبيه واسم أمه واسم عروسه. صرخ ابوه بصوت عظيم ورمى بنفسه على جسد ابنه قائلاً : آه يا ابني لماذا فعلت معى هكذا وتركتني في الحزن، كيف مكثت هذه السنين الكثيرة في بيتى وما عرفتك.
واختتم:"وخرجت امه من حجرتها تصرخ ايضا، وأيضا جاءت عروسه وانطرحت على جسده قائلة : لقد قضيت كل حياتي بالدموع والأحزان والآن اشاهدك مائتاً ياعريسي. وحملوا جسده إلى كنيسة القديس بطرس. وبقي هناك سبعة ايام. ولم ينفك عنه ابوه وامه وعروسه نهاراً وليلاً. وفي تلك الأثناء جرت كرامات كثيرة بشفاعته. وأخيراً دفنوه باحتفال عظيم في كنيسة القديس بنيفاقيوس وكان موت القديس الكسيس في اليوم السابع عشر من يوليو عام 405م.