تقرير كندي يحذر من خطورة «الإسلام السياسي»: يهدد القيم الليبرالية
حذر تقرير لصحيفة «تورنتو صن» الكندية، من خطورة تغلغل جماعات الإسلام السياسي، ومن بينها الإخوان، في كندا، مؤكدة أن تلك الجماعات تسعى لاختراق النظام السياسي في البلاد وتهدد القيم المجتمعية الكندية.
واعتمد التقرير على مقابلات غير رسمية أجراها الباحث الكندي طارق فتاح، مؤسس «الكونجرس المسلم الكندي»، مع مجموعة من المسلمين المقيمين في كندا بشأن مخاوفهم من التسلل المتزايد لتيار الإسلام السياسي المتطرف في البلاد.
- تهديدات بالقتل
وكانت من بين تلك المقابلات: لقاء أجراه «فتاح» مع رحيل رضا، رئيسة «مسلمون في مواجهة الغد» إحدى المؤسسات الإسلامية الإصلاحية في كندا، والتي صرحت بأنها تلقت تهديدات بالقتل، إلى جانب الفتاوى التي تستبيح قتلها، لمجرد أنها قامت بتحذير الكنديين من مخاطر الإسلام السياسي.
ونقلت الصحيفة عن رحيل رضا قولها: «أشعر بالخيانة، لسوء الحظ، فإن أجندة جماعة الإخوان- وغيرها من الجماعات المتطرفة- لا تلعب دورًا في كندا فحسب، بل إنها اخترقت نظامنا السياسي».
وأضافت أن السياسيين الكنديين يفضلون التمسك بأجندة القرون الوسطى للإسلاميين المتطرفين، بدلاً من أولئك الذين يتبنون القيم الكندية، ويرفضون لعب ورقة الضحية.
- اختراق أنظمة الدولة
فيما قال المخرج مزاهير رحيم، مسلم ذو أصول هندية مقيم في كندا، إنه على الرغم من وجوده في كندا لما يزيد قليلاً عن خمس سنوات، إلا أنه يشعر بالقلق من تأثير الأصوات الأكثر تطرفاً على الطبقة السياسية في كندا، مشيرا إلى أن جماعات الإسلام السياسي نجحت في السيطرة على النخبة السياسية واختراق أنظمة الدولة بشكل متزايد من أجل تحقيق هدف ما يسمونه ب "الخلافة الإسلامية" أو فرض «الشريعة الإسلامية».
وأضاف إن «الذين يتحدثون عن الطبيعة الشريرة للمجتمعات غير الإسلامية، ويكرهون القيم الديمقراطية الليبرالية، لديهم التأثير الأكبر على نوابنا وأعضاء البرلمان في بلادنا، بينما المسلم العادي الذي يعيش كندا اكتشف أن المسجد من الممكن يضم جميع الأحزاب السياسية بكندا ملتفة حول تلك الجماعات»، موضحًا أن المسلمين العاديين الذين اندمجوا في المجتمع الكندي يتم تجاهلهم تماما من المشهد السياسي.
من جانبها، قالت انتصار زيدي، مساعدة رئيس تحرير صحيفة Canadian Asian News الإلكترونية، والتي تعيش في كندا منذ 40 عامًا أن تأثير الأصوات الإسلامية من الجيل الاخر أصبح أكثر تطرفا من جيل والديهم.
فيما كشف أحمد شودري، الذي عاش في أستراليا والمملكة المتحدة قبل أن يستقر في تورنتو، أن لديه قصص عديدة من المجموعات الخاصة بالمسلمين في كندا على “واتساب” التي تظهر أن هذا البلد أصبح في الأساس “خطيئة يجب احتضانها”، بسبب استمرار توغل جماعات الإسلام السياسي فيها.
- فصل الدين عن السياسة
وأضاف تشودري: “ما لم يتم فصل الدين عن السياسة، كما هو الحال في كيبيك وأوروبا، فإن السياسيين الكنديين يلعبون بالنار”. ويشير إلى ردود الفعل المتباينة على الهجمات على الكنائس، مقارنة بالهجمات على المساجد، وكيف تعتبر الأولى أكثر قبولا من الثانية.
وقال ممتاز خان، سمسار العقارات، إنه يشعر بالقلق من كيفية تعريف أطفاله في نظام المدارس العامة (التي يسيطر عليها الإسلاميون) على أنهم مسلمون بينما يتعلمون في المنزل أن يكونوا كنديين أولاً وقبل كل شيء وأن يحترموا الحضارة والمبادئ الديمقراطية الغربية.
وأضاف خان: “يتم التلاعب بالنظام التعليمي لدفعه إلى صومعة الظلام التي تحيط بمعظم تيارات الإسلام السياسي”، مشيرًا إلى أن على بأن السياسيين يشجعون على إنشاء مساحات شبيهة بالمساجد الخاصة بجماعات الإسلام السياسي داخل العديد من المدارس الحضرية.