عصام السقا فى ندوة «الدستور»: متأثر بشخصية الشهيد «هرم» حتى الآن
نجح الفنان عصام السقا فى إبهار الجمهورين المصرى والعربى خلال السنوات الماضية، بأدوار جسدها باحترافية، أبرزها شخصية الشهيد «هرم» فى الجزء الأول من مسلسل «الاختيار»، وأتى ذلك النجاح بعد ٩ سنوات قضاها الفنان الشاب وهو يعمل «مونتير».
«الدستور» استضافت عصام السقا، فى ندوة تحدث خلالها عن أهم المحطات فى مسيرته الفنية، وسبب تغيير اسمه إلى «عصام السقا» بطلب من الفنان أحمد السقا، وروى كيف تبنى المخرج بيتر ميمى موهبته، وكيف ساعده الفنان ياسر جلال كثيرًا فى مشواره الفنى.
كما تحدث الفنان عن فيلمه الجديد الذى يُعرض حاليًا فى السينمات، ويشارك خلاله مع الفنان تامر حسني، واعتبر «تامر» أنجح ممثل ومطرب فى الوطن العربى.
■ كيف بدأت مسيرتك الفنية؟
- ولدت فى مركز ملوى بمحافظة المنيا، وحصلت على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية من جامعة القاهرة، وبعد التخرج لم تكن لدىّ خطة لما سأفعله فى المستقبل، لكننى كنت أؤمن بقدراتى، وعملت فى مهن كثيرة، وكنت أعشق المونتاج، فدرسته وأتقنته، وأصبحت أنفذ عمليات المونتاج بأكبر الاستديوهات.
وفى عام ٢٠٠٩، قادتنى الصدفة إلى المشاركة كممثل فى مسلسل «لحظات حرجة»، وجسدت شخصية دكتور تخدير، وكانت هذه هى تجربتى الأولى أمام الكاميرا، مع المخرج أحمد صالح، الذى شجعنى على الاستمرار فى التمثيل.
كانت البداية صعبة، لا شك، كان علىّ أن أثبت أقدامى على الأرض، ثم عملت مع المخرج الكبير شريف عرفة فى فيلم «إكس لارج»، وكان هذا أول مشهد سينمائى لى، واستفدت جدًا لأن «عرفة» لا يجامل أى شخص، وشجعنى على مواصلة التمثيل، وحاليًا أدرس بمعهد الفنون المسرحية.
عقب فيلم «إكس لارج»، قدمت أدوارًا صغيرة فى أعمال فنية كثيرة، مثل مسلسل «ولاد تسعة» ومسلسل «خطوط حمراء»، ثم توقفت عن التمثيل فى ٢٠١٤، ثم عدت مجددًا بمسلسل «أبوجبل»، وكان أكبر خطوة فى مسيرتى الفنية تعاونى مع المخرج بيتر ميمى فى الجزء الثالث من مسلسل «كلبش» عام ٢٠١٧.
بعد مسلسل «كلبش ٣» قرر المخرج بيتر ميمى تبنى موهبتى، لذا أعتبره العراب فى قصة حياتى، وبعد ذلك شاركت فى مسلسلات كثيرة.
■ ماذا تمثل لك شخصية الشهيد «هرم» التى جسدتها خلال الجزء الأول من مسلسل «الاختيار»؟
- لم تكن شخصية الشهيد «هرم» بالنسبة لى مجرد شخصية عادية أجسدها، بل حالة وطنية، وجميع المشاركين فى الجزء الأول من مسلسل «الاختيار» الذى عُرض خلال الماراثون الرمضانى ٢٠٢٠، آمن بهذه الفكرة.
كان الحماس يسيطر علىّ وعلى جميع الزملاء خلال تصوير المشاهد، ولم أشعر بمثل هذه الطاقة التى ملأتنى حينها، فى أى عمل قدمته قبل ذلك. ولا أنسى فضل زملاء الشهيد «هرم» الذين حضروا التصوير، وأعطونى نصائح لأجيد تجسيد شخصية هذا البطل العظيم محمد محمود محسن الشهير بـ«هرم»، وعرفت منهم كيف كان يتعامل معهم ومع الضباط.
كما حضر التصوير زملاء الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر منسى، قائد الكتيبة ١٠٣ صاعقة فى الجيش المصرى.
■ كيف كانت استعداداتك لتجسيد الشخصية؟
- بمجرد أن طلب منّى المخرج بيتر ميمى تجسيد شخصية الشهيد «هرم»، بحثت على جميع المواقع لأعرف كل معلومة منشورة بشأنه، واستطعت الوصول إلى قريته، والتقيت والده، الذى أعتبره مثالًا فى الصبر والعزيمة والثبات وحب الوطن، كان متعاونًا جدًا وفخورًا بابنه البطل.
وقال لى والد «هرم» إنه يريد إرسال ابنه الثانى إلى الجيش فداء للوطن، لكنه من ذوى الإعاقة.
ثم هاتفت والد الشهيد أكثر من مرة، وكان يبكى كلما تحدث عن ابنه «هرم»، وقال لى إن الشهيد منسى كان يحب «هرم»، وقال لى جملة لن أنساها: «اعملوا اللى أنتو عايزينه.. بس أنا عايز أشوف ابنى استُشهد إزاى، فماتعملوش حاجة أقل من اللى جوايا».
■ بما شعرت حينما انتهيت من تصوير آخر مشهد لك فى «الاختيار ١»؟
- لم يختلف إحساسى بعدما انتهيت من تصوير مشاهدى، لأننى متأثر بشخصية «هرم» حتى الآن، أحببت هذا الشاب وتعلقت به، فقد كان وطنيًا مخلصًا، وقدم نموذجًا للثبات وحب مصر.
هاتفت والديه خلال عرض المسلسل، وطلبت منهما ألا يشاهدا حلقة معركة «البرث»، خوفًا عليهما من الحزن، لكنهما لم يستجيبا لى، وتحدثا إلىّ عقب انتهاء الحلقة، وكانت المكالمة مليئة بالبكاء، وأتواصل معهما حتى الآن.
■ هل رصدت ردود أفعال أهالى قرية الشهيد حول حلقة «البرث»؟
- نعم، وحينها أدركت كم المحبة التى يحملها أهالى القرية فى قلوبهم لهذا الشهيد العظيم.
أهالى القرية يحرصون على زيارة بيت الشهيد دائمًا للاطمئنان على أهله، وأنا فخور بمشاركتى فى هذا المسلسل الذى أعتبره ملحمة وطنية أثرت فى نفوس جميع المصريين والعرب.
■ كيف تؤثر مواقع التواصل الاجتماعى فى الفن؟
- أرى أن الفن هو الذى يؤثر فى مواقع التواصل الاجتماعى، وأرى أن الجمهور المصرى ذكى جدًا، وقادر على فرز الأعمال الفنية والاحتفاء بالأفضل.
الفنان الحقيقى يسعى لإتقان عمله كى يلمس قلوب الجمهور، وحينها سيكون المشاهدون هم جيشه، أما من يحققون شهرة على السوشيال ميديا فقط فهؤلاء لا يصنعون تاريخًا، وعادة يحدث لهم انهيار مفاجئ.
■ ما تقييمك للشخصيات الثلاث التى جسدتها خلال الماراثون الرمضانى ٢٠٢١؟
- كانت مساحة الشخصية التى جسدتها فى مسلسل «ضل راجل» كبيرة، على عكس مساحة «بدر»، الشخصية التى جسدتها فى مسلسل «نسل الأغراب»، فقد ظهر «بدر» فى ٣ مشاهد فقط، كما كانت مساحة شخصيتى فى «كوفيد ٢٥» صغيرة.
وأحمد الله أننى استطعت أن أترك بصمة بهذه الأدوار، حتى الصغير منها، فمن الممكن أن يحقق ضيف الشرف نجاحًا كبيرًا إن اجتهد بصدق فى تجسيد شخصيته.
■ هل استفدت من عملك كمونتير فى مسيرتك الفنية؟
- نعم، فمهنة المونتير تسمح لصاحبها بأن يعرف كل تفاصيل «مطبخ الشغلانة»، وقد عملت بهذه المهنة لمدة ٩ سنوات، وكنت حريصًا خلال هذه المدة على أن أعرف جميع تفاصيل الأعمال الفنية.
■ ما سبب صراعات النجوم على السوشيال ميديا؟
- أرى أن المتابعين هم سبب حدوث هذه الخلافات.
■ ما تقييمك لفيلمك الجديد «مش أنا» المعروض حاليًا فى السينمات؟
- أشارك فى هذا الفيلم إلى جانب الفنان الكبير تامر حسنى، الذى أرى أنه الوحيد الذى استطاع تحقيق المعادلة الصعبة، بأن يكون مطربًا ناجحًا وممثلًا قويًا، وأرى أنه أنجح مطرب فى الوطن العربى، وأكثر ممثل يحقق إيرادات، رغم الظروف التى يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس «كورونا».
■ ما رأيك فى الفنان ياسر جلال على المستوى الشخصى؟
- أطلق عليه لقب «ياسر جبر الخواطر»، فهو على المستوى الشخصى يسمع للجميع، ويحاول مساعدة كل الناس، وكان يساعدنا كنجوم فى بداية حياتنا، ويسعى لأن يساعد أى ممثل يقف بجواره على إظهار موهبته.. واستفدت منه الكثير وأعتبره «مدرسة».
■ ألم يشعر والدك بحزن بسبب تغيير اسمك إلى عصام السقا؟
- لا، فقد رويت له تفاصيل الأمر، وهى أننى قابلت الفنان أحمد السقا، مصادفة، خلال ندوة فنية تحدث خلالها عن موهبتى، وقال حينها للجمهور: «عصام السقا أخويا، وأتوقع أن يكون فنانًا كبيرًا». وفى عام ٢٠٠٦، فى أثناء عملى كمونتير مساعد، تغير اسمى من عصام عيسى إلى عصام السقا على التتر الخاص بمسلسل «تامر وشوقية»، ومنذ ذلك الوقت أطلق علىّ اسم عصام السقا.
■ ما أعمالك الفنية المقبلة؟
- أشارك فى الجزء الثانى من فيلم «كازابلانكا»، ولم تتضح ملامح الشخصية التى سأجسدها حتى الآن.