على الكسار.. معجزة المسرح
تدهشك المعلومة عندما تعرف أن الفنان على الكسار قد كتب عنه كبار الأدباء والمفكرين فى العالم، لقد شاهدوه وعرفوه وقالوا عنه: «معجزة من معجزات العصر»، هذا ما قاله الكاتب الفرنسى هنرى بيرو على سبيل المثال.
أما النجم الفرنسى الشهير دنى دنيس، فحين جاء إلى مصر، شاهده وقال: «على الرغم من جهلى التام باللغة التى يمثل بها على الكسار، أرانى منجذبًا إليه، فلا أرى سواه على المسرح، فى نبرات صوته وحركاته تعبير صادق واضح عن المعانى يحسها كل الناس ولا يحتاج التأثر بها إلى أن تفهم اللغة التى يعبر بها».
ببساطة شديدة هذا هو على الكسار، ذلك الرجل الذى يمكن أن نقول حرر المسرح المصرى من المسرح الأوروبى، وتمكن من تمصير المسرح بدلًا من الاعتماد على فنون الآخرين، وانحاز من اللحظة الأولى إلى الشعب، لدرجة جعلت المسرحى الكبير محمود تيمور يقول عنه: «الكسار واحد من هؤلاء الذين قادوا بفنهم ثورة ١٩١٩». ولمن لا يعرف على الكسار، فاسمه الحقيقى على خليل سالم، ولد فى ١٣ يوليو عام ١٨٨٧، فى حى السيدة زينب، التحق بالكتاب، لكنه تركه فيما بعد ولم يتعلم شيئًا، فقد كان لا يقرأ ولا يكتب، تعلم الطبخ وأصبح طباخًا ماهرًا، وكوّن فرقته الهزلية من صبيان المحل الذى يعمل به، حتى جاءت الثورة وقدم مسرحه الذى ذاع صيته، وابتكر شخصية «البربرى المصرى عثمان عبدالباسط».