سوريون يروون معاناتهم مع الحرب: «كنا نحتسي الخوف وأصوات المدافع تنذرنا بالموت»
أطلقت مصر يد العون للإخوة السوريين خاصة في ظل الظروف العصيبة التي مرت بها بلادهم تأكيداً لدورها الريادي، حيث تعتبر أول دولة استضافت السوريين بعد الحرب.
رئيس الجالية السورية: مصر الوحيدة التي احتضنت ملايين السوريين
قالت المهندسة ضحي الكواكبي رئيسة الجالية السورية في مصر، إنها حصلت على موافقة تأسيس الجالية من وزارة التضامن الاجتماعي والحكومة السورية، مؤكدة أنها تعمل على تقديم الخدمات والاحتياجات للسوريين بمصر.
وأوضحت «الكواكبي» في تصريحات لـ«الدستور» أن الرابطة تقدم مساعدات مالية لمن يعانون من ظروف صعبة، وتقيم مدارس للأطفال السوريين الأيتام، وافتتحت معارض للملابس المودرن الحديثة بمنطقة العبور بأسعار رمزية.
وأشارت إلى أن اندلاع الثورة السورية دفع أكثر من نصف سكان سوريا إلى النزوح لمختلف أنحاء العالم، وكانت مصر مقصداً للكثير منهم.
سوريون ينعمون في مصر
وأضافت أن السوريين يعيشون في مصر وينعمون بمعاملة متساوية مع المصريين بعيداً عن وضع اللجوء الذين يعيشون فيه، مشيرة إلى أن مصر لا تنظر إلى السوريين كلاجئين وإنما كإخوة يتمتعون بكافة الحقوق.
سوريون يرون قصص هروبهم
وفي السياق، قالت «سمية. م»» سورية تعيش في مصر: «في مثل هذه الأيام خلال شهر رمضان الماضي كنت أفطر أنا وأولادي على دوي أصوات المدافع التي كان صوتها ينذر بالموت.. كنا نبتلع الطعام ونحتسي الخوف وراءه.. إحساسي كان أشبه بالموت البطء وأنا أرى أولادي الثلاثة خائفين ينظرون في عيني كي يروا الأمان فلا يجدون إلا الخوف، كانت بلدتنا في ريف دمشق تنقص كل يوم وتفقد شخص، لم يكن رمضان سعيد أبدًا وبدلًا من أصوات الابتهالات والصلوات كنا نسمع أصوات صراخ الأطفال والنساء قبل السحور وقبل الإفطار وفي كل وقت، الوضع كان يشبه الجحيم لذلك قررت الفرار مع زوجي ووالدي المسن وأولادي إلى لبنان، لم يكن جحيم المدافع والقصف أقل قسوة من قسوة معاملة أهل لبنان لنا، ربما تكون المسافة الجغرافية بيننا وبينهم قليلة لكننا شعرنا بالغربة كما لو أننا ابتعدنا عن الوطن عدة قارات».
من جانبه، قال «حسين.أ»: «عشنا قصة عذاب فذات مرة عندما كنا في قريتنا طلب مني والدي شراء عيش وسجائر واحتجزني الأمنوأطلقوا النار عليّ».
ويضيف: «بعد قرار الفرار والهروب من سوريا لبيروت ثم مصر، أول ما نزلنا كنت رافض فكرة الدراسة ونظرا لسوء أوضاعا المادية قررت البحث عن عمل، وبعدها التحقت بـ2 ثانوي بمدرسة المقطم للبنين وحصلت على شهادة لثانوية العامة عام 2014 بنسبة 94% علمي رياضي وكان حلمي دخول كلية الهندسة لكي أصحب مهندسا مدنيا لكن للأسف لم يحالفني الحظ والتحقت بكلية حاسبات ومعلومات لمدة 6 أشهر».
ويتابع: «اشتغلت علشان أدبر مصاريف السفر إلى ألمانيا واللجوء لاستكمال دراستي، والحمد لله سافرت إلى تركيا ومنها تم الاتفاق مع مهرب من أزمير على للهروب غير الشرعي إلى جزيزة ماثليني باليونان، والرحلة كان بها تجار أعضاء وأغلبهم يحملون الجنسية التركية، ووصلنا الساعة 5 فجراً إلى شواطئ جزيرة ماثليني والتعامل كان جيدا، ومفاوضية الأمم المتحدة كانت تساعد اللاجئين السورين وتمدنا بالطعام والملابس، وذهبنا لليونان واستمرت الرحلة 14 ساعة ومنها إلى مقدونيا وأخيرا ألمانيا المحطة الأخيرة».
ويقول: «تم تسلمينا للجهات الألمانية لاستكمال عملية اللجو، وبمجرد قبولي دخلنا ألمانيا وقررت أروح مدينة أنجل هاي، وجلست شهرا وكانت الاستضافة جيدة، وبعدين روحت ولاية هيسين وتعلمت اللغة الألمانية لمدة 6 شهور، وقررت الانتساب للجامعة والحمد لله نجحت وتفوقت بمجموع 95% وتم قبولي بكلية هندسية بألمانيا».
الشافعي: مصر تحتضن نصف مليون سوري كأشقاء وليسوا لأجئين
من جانبه، قال الدكتور خالد الشافعي رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إن 10 سنوات مرت على اندلاع الثورة السورية وصاحبها نزوح أكثر من نصف سكان سوريا، وكانت مصر مقصداً للكثير منهم، لافتاً إلى أن السوريين يعيشون في مصر وينعمون بمعاملة متساوية مع المصريين بعيداً عن وضع اللجوء الذي يعيشه رفاق لهم في دول مجاورة لوطنهم.
وأوضح «الشافعي» في تصريحات لـ«الدستور» أن حوالي 5.6 مليون نسمة فروا خارج سوريا منذ اندلاع الأزمة قبل عشر سنوات، وثلثهم تقريبا من الأطفال من عمر 11 عاما وما دون وتأتي الميزة التي يتمتع بها أطفال السوريين في مصر على النقيض من الصورة التي رسمتها ارقام منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، حيث وتوضح أرقام اليونيسيف أن حوالي 2.45 مليون طفل في سوريا بالإضافة إلى 750 ألف طفل سوري في دول مجاورة لا يذهبون للمدارس، وهو عكس تماما ماحدث للأطفال في مصر، حيث انخرطوا في التعليم بسهولة ويسر».
وأكد الشافعي أن مصر لا تنظر إلى السوريين كلاجئين وإنما كإخوة يتمتعون بكافة الحقوق كالتعليم والعلاج والخدمات الأساسية مثلهم مثل المصريين وهذه سياسة مصرية ثابتة تتبعها الدولة مع كل الإخوة العرب.
وقال إن عدد السوريين في مصر يبلغ نحو ٥٥٠ ألف يتمتعون بحرية التنقل والإقامة والعمل، واستطاعوا تحقيق النجاح باستثماراتهم الصناعية والتجارية، لاسيما في مجال الملابس والمنسوجات والمطاعم والمفروشات، وينتشرون في كل المحافظات، ولا توجد منطقة محددة لهم، وهذا يدل على أن الشعب المصري يفتح أذرعه لهم
وأضاف أن مصر وفرت للسوريين فرصا لإقامة استثمارات ويقدر حجم مساهمة المستثمرين السوريين في الاقتصاد المصري منذ مارس 2011 بحوالي 800 مليون دولار، ويصل عدد المستثمرين السوريين في مصر إلى حوالي 30 ألف مستثمر مسجل لدى الدولة، وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.