الفائز بجائزة البوكر جلال برجس يوقع ويناقش «دفاتر الوراق».. الليلة
تنظم مكتبة تنمية بفرعها في حي المعادي٬ في السابعة من مساء اليوم الجمعة٬ حفل إطلاق ومناقشة رواية "دفاتر الوراق"٬ بحضور مؤلفها الروائي الأردني جلال برجس٬ الفائز بجائزة الرواية العربية "البوكر" لهذا العام عن نفس الرواية "دفاتر الوراق"، والتي صدرت في طبعة مصرية عن مكتبة تنمية، بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ويناقش الرواية إيهاب الملاح.
وجلال برجس شاعر وروائي أردني ترأس عددًا من المؤسسات الثقافية الأردنية، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردني، ومعد ومقدم برنامجا إذاعيا بعنوان “بيت الرواية”، كما صدرت له العديد من المجموعات الشعرية والقصصية، وكتب في أدب المكان.
حصل جلال برجس على العديد من الجوائز منها: جائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع عام 2012 عن مجموعته القصصية الزلازل، جائزة رفقة دودين للإبداع عام 2014 عن رواية مقصلة الحالم، جائزة كتارا عام 2015 عن رواية أفاعي النار، كما وصلت رواية سيدات الحواس الخمس، إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2019.
وفي حيثيات فوز جلال برجس بالجائزة الكبرى في البوكر العربية٬ قالت لجنة التحكيم: "تتكئ هذه الرواية على حكايات تُروى من خلال عدد من الدفاتر في إطار زمني بين عامي 1947 و2019 عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب، تتقاطع مصائر الشخصيات بعضها بالبعض فتبرز قيمة البيت الذي يحمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب، إبراهيم، الشخصية المحورية، ورّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصيات الروايات ويجد نفسه يتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ويحاول الانتحار، قبل أن يلتقي بالمرأة التي تغيّر مصيره".
ومما جاء في رواية "دفاتر الوراق" للكاتب الأردني جلال برجس نقرأ: "ها أنتم الأن تقرأون ورقتي هذه، بينما جسدي قد ابتلعه البحر حيث السكينة الأبديّة، أنا منحازةٌ لأسماك الأعماق عند إنكسار الضوء وإرتطامه بالرمال الطريّة.
لا أحبّ ديدان الأرض حيث الظلمة والرطوبة تهب وجعاً إضافيّاً للموت، لهذا منحت جسدي للماء سرّ الإنصات الأبديّ، والحضن الّذي لا تغلق ذراعاه، لم أكتب وصيّتي، فليس هناك من وصايا للّذين خذلوا في حياتهم سوى أن يتمنّوا أن يبادر أحدٌ ليدوزن الوتر النشاز، وليس لي وصايا لأقولها، فأنا محض ريشة دوريّ علقت في هواء لم يسكن ولو لحظةٌ واحدة.
حينها كان يمكنني أن أحط على شجرة وأشاهد كيف تنضج حبّة كمَثرى على صدر أمّها، أو أحط على كتف رجل ذاهب للقاء امرأةٍ قطع عهداً على قلبه أن يحبّها كما يحبّ الطائر جناحيه بينما يخفق ماراً فوق شارع يكابد عابروه الزحام.
أنا محض امرأةٍ خُذلَت في حياتها وجاءت إلى تفكر بالإعتزال كما يعتزل عازف شهير في أوج نبوغه لخلل يستشعره قادماً لا محالة، لا وصايا لي سوى هذه الكلمات فأحرقوا هذه الورقة وانثروها هنا لعلّها تصير شاهدةً جوّالةً تشير إِليّ".