محمد عفيفي: حققت أحد أحلامي بكتابة رواية «يعقوب»
قال الدكتور محمد عفيفي: "بعد ٢٥ سنة حققت حلم أردته، ولدت في شبرا، ومن عاش فيها فترة زهوها، عندما كانت تضم السينما والحكايات عن الماضي، تلك التي نقرأها في مذكرات من عاشوا في شبرا، في ذلك الجو كان لدي حلمين، الأول كتابة رواية، بسبب زياراتي لمكتبة شبرا العامة، والحلم الثاني عمل فيلم وثائقي تاريخي.
وأضاف عفيفي خلال مناقشة روايته "يعقوب" بمركز قنصلية الثقافي: “لذلك كما قال الاصدقاء في لحظة معينة من العمر نحاول أن نلحق بأحلام الشباب، بدأت بالرواية التاريخية لان في الغرب هناك جدل في الأوساط الأكاديمية، كان دائما هناك سؤال، إذا لم يكن التاريخ علم لا يكون شيئا على الاطلاق، لكن في الغرب آليا جدل كبير جدا يسمح للمؤرخ بالعودة للأسلوب القديم”.
وتابع: “التاريخ فقد الكثير بالبعد عن الأدب وتمسكه بالأكاديمية، علما أن أصل الكلمة التاريخ الأجنبية تعطي معنى حكاية، بالتالي هناك جدل في الغرب بين المؤرخين وبدأ الكثيرون بالخروج عن الشكل التقليدي لذلك لجأ الكثير من المؤرخين للكتابة التاريخية .. وبعضهم لجأ للسينما من خلال تقديم أفلام تاريخية”.
وواصل: "ومن أهم من تأثرت بهم في مجال الرواية التاريخية أمين معلوف وهو أكثر من أبدع في مجال الرواية التاريخية، أمين معلوف في رواية سمرقند إن لم تخني الذاكرة نجد أن المخطوط هو البطل وليس عمر الخيام، وبخصوص صغر حجم الرواية فذلك مرتبط لحبي للغة وتكثيف الأفكار، مثالا لذلك روايات الطيب صالح، من هنا قررت ألا تكون الرواية الأولى مترهلة.
وأكد: “من أروع من كتب التاريخ من خارج حقل التاريخ الراحل صلاح عيسى، لذلك نظر المؤرخين له باعتباره غير مؤرخ لأنه تحرر عن قيود الأكاديمية، لذلك بعد التاريخ عن الأدب أفقده الكثير جدا، واخترت يعقوب لأنه شخصية خلافية جدا وتستحق فيلم سينمائي، مع وضع مخطط الرواية فكرت في اختيار الكتابة في زمن يعقوب فقط .. لكن فضلت اختيار آخر قائم على اللعب بالأزمنة .. بهدف اللعب مع القارئ”.
يذكر أن الندوة يشارك فيها الناقد الدكتور خيري دومة ويدير الحفل الكاتب الصحفي سيد محمود، والرواية صدرت عن دار الشروق للنشر والتوزيع.
تتحدث الرواية عن المعلم يعقوب أحد الشخصيات المثيرة للجدل في حقبة الحملة الفرنسية، وهي تمزج بين السيرة الذاتية والتاريخ والتخيل التاريخي.
المعلم يعقوب أو الجنرال يعقوب أحد الشخصيات التي دار حولها جدل كبير في التاريخ المصري، ويرجع هذا الجدل إلى تعاونه مع الحملة الفرنسية على مصر التي احتلت مصر بقيادة نابليون بونابرت.
ولد يعقوب حنا بمدينة ملوي بمحافظة المنيا مصر عام 1745 م لأسرة قبطية متوسطة، تعلم بأحد الكتاتيب القبطية وتعلم بها بالإضافة إلى المواد الدينية القراءة والكتابة والحساب، عمل مساعدا لبعض أبناء طائفته العاملين بجباية الأموال والحسابات حتى تعلم حرفتهم. وكان رجال الكنيسة غير راضين عن يعقوب لتصرفاته التي كانت تخالف تعاليم الكنيسة سواء تصرفاته الشخصية أو حتى مع إخوانه من أبناء ملته.
تخرج محمد عفيفى من كلية الآداب جامعة القاهرة، وعين معيدا بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة القاهرة 1983م، وحصل على درجة الأستاذية عام 1999م، وتدرج فى عدة مناصب أكاديمية حيث تولى رئاسة قسم التاريخ بكلية الآداب مرتين الأولى من بين عامي 2009 و2014، والثانية من عامى 2016 إلى 2019.
حصل محمد عفيفى على عدة جوائز منها - أحسن رسالة ماجستير فى التاريخ لعام 1986 مقدمة من الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وجائزة الدولة التشجيعية فى العلوم الاجتماعية لعام 2004، جائزة الدولة فى التفوق عام 2009، وأخيرا جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية.
وأصدر محمد عفيفى، العديد من الكتابات والدراسات، ومن إصداراته "الأقباط في العصر العثماني"، "الدين والسياسة في مصر المعاصرة"، "عرب وعثمانيون"، "خمسون عامًا على العدوان الثلاثي"،" التاريخ والموسيقى ..دراسات في التاريخ الاجتماعي للموسيقى")، "شبرا.. إسكندرية صغيرة في القاهرة"،"نوافذ جديدة "تاريخ آخر لمصر"، وأخيرا أولى رواياته يعقوب عن دار الشروق، وحصل مؤخرا على جائزة الدولة التقديرية .