إمام الجامع الأموي بدمشق: تنظيم الإخوان الإرهابي شريك أساسي في قتل الشيخ البوطي
أكد الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي، إمام الجامع الأموي بدمشق، أن الأمة العربية تحتاج إلى التكاتف مع بعضها البعض لمواجهة المخططات الاستعمارية والإرهابية التي تحاك لها ليلاً ونهاراً، عبر الاعتماد على الجماعات والتيارات المتشددة التي تخدم الأعداء، وذلك عبر تمزيق بلادنا وتحويلها إلى دويلات صغيرة.
وعن الذكرى التاسعة لاغتيال والده الشيخ سعيد البوطي، قال لـ"الدستور"، إن “من قتل والدي هم أعداء الأمة الذين أرادوا إسكات صوت الحق ليخلوا لهم الجو وينشروا أفكارهم المغلوطة والمتشددة بين الناس، ولكن الله سبحانه وتعالى قادر على إعادة الحق لأهله وينتقم لنا أشد انتقام من هؤلاء المتطرفون الذين شوهوا صورة الدين وتسببوا في خوف الناس منه”.
وأوضح أن جماعة الإخوان تنظيم متطرف أصبح ينشر التشدد والإرهاب في جميع أنحاء العالم، متهماً إياها بالاشتراك في قتل والده من خلال الفتاوى التي أصدرتها الجماعات على لسان "المعتوه القرضاوى" القابع في قطر وبعض قاداتها الآخرين، على حد قوله.
وتابع البوطي: “في الذكرى التاسعة لاستشهاد سيدي الوالد رحمه الله، ومعه حفيده البار ولدي أحمد رحمه الله، ازداد حضوراً في حياتنا بكل ما كان يحمله من فكر وروح وعواطف ومواقف، ولا أقول هذا عاطفياً أو مجرد ادعاء، بل هو واقع نعيش فيه ويعيش معنا فيه الذين عرفوا العلامة الشهيد من أقصى الدنيا إلى أقصاها”.
وأكمل أن “الشعب الإندونيسي أحيى الذكرى التاسعة، كما أحيى الذكرى الثامنة والسابعة والسادسة بل هذه المرة بشكل أقوى لأن الصورة صارت اليوم أوضح، والأمر نفسه يصدق على مسلمي العالم شرقاً وغرباً، وفكره ومؤلفاته ودروسه المسجلة المرئية والمسموعة اليوم أعظم انتشاراً، مما جعل صورته الصحيحة تتجلى بعيداً عن التشويه الوقح الذي عمدت إليه الدوائر الحاقدة، وقد ازدادت وضوحاً ولله الحمد”.
وزاد: “إذا كنا ننظر إلى العلامة الشهيد على أنه مدرسة ومنهج تربوي وقلعة من قلاع الإسلام في مواجهة الكفر والضلال فهو الذي بدد أسطورة وأوهام المادية الجدلية (الشيوعية) ورد على ترهات الحداثيين العلمانيين، إلى جانب كونه محققاً علمياً متميزاً في أصول الفقه والفقه المقارن، بجانب حواراته التي اتسمت بالموضوعية والهدوء وقوة الحجة، نعم لقد ازداد حضوراً وتألقاً وقوة لا لشخصه، ولكن للحق والهدى الذي كان يدعو إليه وينهض للإرشاد نحوه”.