«في البيت مُذاكرة».. حكايات طلاب الثانوية العامة في معسكر «المراجعة»
ولأنّها تُعتبر السنة النهائية والحاسمة لآمال طلاب الثانوية العامة، لذا وجب على الطلاب المكوث داخل منازلهم لأطول فترة ممكنة، ولأنَّ شبح الثانوية العامة يطارد الأسر المصرية في نفس التوقيت من كُلّ عام، خصوصا في الأسبوع الأخير من بدء الامتحانات، تبقى المشاهد ظاهرة داخل البيوت، والحكايات تختلف بين الأسر.
"الدستور" رصدت أحوال طلاب الثانوية العامة في معسكرهم المُغلق للمذاكرة، في الأسبوع الأخير من المراجعة، وتستمع لحكايات البيوت المصرية وما يدور فيها مع اقتراب الامتحانات.
في العادي تكون البيوت صامتة، لا تسمع فيها همسًا ولا تعلوا الأصوات بداخلها، لأن بها أبناء يستعدّون لامتحانات الثانوية العامة بالمُذاكرة؛ فالآباء يضعون تركيزهم في تهيئة الأجواء لأبنائهم حتى يستطيعون المراجعة النهائية.
محمد: البيت صامت دائمًا والجميع يساعدني على المذاكرة
وينتظر الطلاب امتحانات الثانوية العامة بفارغ الصبر لكي يتخلّصون من عبء المُذاكرة التي سلبت كل أوقاتهم، وزادت من معانتهم الذهنية خصوصا في الوقت الراهن، حسب محمد أحمد، طالب بالصف الثالث الثانوي، يقول: هذا العام يختلف تمامًا عن الأعوام السابقة، خصوصًا وأنَّ الامتحانات تأتي ومعها موجة كبيرة من الخوف والقلق بشأن ما يدور حول الثانوية العامة، ورغم ذلك لم نلتفت للأقاويل وسماع الإشاعات، ونأمل بأن يعبُر شبح الثانوية العامة على خير دون تضيع أحلامنا.
وأضاف طالب الثانوية العامة، أنّه انعزل في بيته منذُ أسبوعًا، لا يخرج إلاّ لأداء الصلوات في المسجد، وذلك من أجل المُذاكرة حتى يستطيع التحصل على أعلى درجات والدخول لكليات القمّة.
وتابع الطالب، أنَّ أخوته يساعدونه على تجهيز كلّ ما يريده، ويذهبون لقضاء الاحتياجات المنزلية بدلاً منه، مشيرًا إلى أنَّ البيت أصبح يتشح بالصمت المريب، وهذا لم يعتد عليه من قبل، إلاّ أنَّ ضُفدع الثانوية العامة أصبح ضغط نفسي عليه ولابد التخلص منه سريعًا.
كريم: أتمنى أن يعبر شبح الثانوية لتقلّ طغوتي النفسية
أما كريم السيد، طالب ثانوية عامة، والولد الوحيد لأسرته، يسعى للالتحاق بكلية الصيدلة كما يتمنّى والديه، حيثُ دخل في معسكر المذاكرة منذُ أسبوعين تقريبًا، ولا زال يجتهدّ داخل بيته الذي يقع في إحدى القرى بمحافظة كفر الشيخ.
وقال كريم، إنَّ الضغط النفسي والمعاناة تزيدان يومًا عن الأخر، وكُلّما اقترب موعد الامتحانات، كُلّما تضاعفت الضغوط النفسية، مُبيّنًا أنَّ والدية يساعدوه على المُذاكرة ويراجعون معه كُلّ يوم، مشيرًا إلى أنَّه يطمح بدخول كلية الصيدلة مثل والده.
جهاد: الدروس الخصوصية لها فضل كبير على الطلاب
وقالت جهاد عبد الله، إحدى أولياء الأمور، إنَّ الدروس الخصوصية أصبحت شيئا ضروريا في الثانوية العامة، فطوال العام ابنتها خارج المنزل بسبب الدروس، فأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقها في الامتحانات وأن يكافئها على مجهودها طوال العام.
أحمد: المنزل تحوّل لمعسكر مغلق للمذاكرة فقط
وقال أحمد الدسوقي، ولى أمر لطالبين بالثانوية العامة، إنَّ المنزل تحول لمعسكر مُغلق مع بداية الأسبوعيين الماضيين، مشيرًا إلى أنَّ الامتحانات ستكون تخفيفًا لعبء كبير يتحمّله الأبناء في المنازل خلال رحلة المُذاكرة والاستعداد.
ويتمنّى الدسوقي، لأبنائه وجميع طلاب الثانوية العامة، التوفيق والسداد في الاختبارات النهائية والحاسمة لمستقبلهم، وأنّ تمرّ الامتحانات على خير دون حدوث أي أعمال تؤثر على تركيز الطلاب وتكلل بالنجاح.
طبيب نفسي: يجب على أولياء الأمور الالتزام بالصبر والهدوء وعدم وضع أبنائهم في توتر
وينصح الدكتور محمد عبد الحكم، طبيب الأمراض النفسية، أولياء الأمور الالتزام بالصبر والهدوء وعدم وضع أبنائهم في توتر وخوف من الامتحانات، وتشجيع الأبناء على التركيز حتى يحققون ما تحلم به الأسرة.
وأضاف طبيب الأمراض النفسية، أنَّ قُدرة الطلاب على التحصيل تختلف من شخص لآخر؛ فهناك طالب يذاكر من أربع إلى خمس ساعات في اليوم، ويحصل على مجموع عالٍ جدا، وأخر يذاكر ليل نهار ويحصل على مجموع متوسط، مؤكدًا في جميع الأحوال، التحصيل ليس بعدد ساعات المذاكرة، ولكن بالاستعانة بالله، والجد والاجتهاد.