حقيقة دفن كتب السحر من جانب سيدنا سليمان في الأرض
قال الشيخ محمد متولى الشعراوي، الداعية الإسلامي الشهير رحمه الله، إن سيدنا سليمان أوتى ملكًا لم يؤته نبى قبله ولا بعده، وأن من بين ما سخره الله له، الشياطين تبني له الأبنية الهائلة، وتقوم بالأعمال الشاقة التي لا يقدر عليها البشر، كما سخر له طائفة من الشياطين الغواصين في البحار يستخرجون له ما يشاء من اللآلىء والأشياء النفيسة، وفريق آخر مقيدون بالسلاسل والأغلال، وهؤلاء الذين تمردوا على ملك سليمان، فأمكنه الله منهم فقيدهم بالسلاسل والأغلال.
وأضاف الشعراوي في كتابه " السحر والحسد"، ليس من المستغرب أن يكون سليمان نبيا وملكا في نفس الوقت، فرسول الله صلى الله عليه وسلم، خيره الله أن يكون عبدًا رسولًا، أو نبيا ملكا يكون له ملك عظيم، ولكنه اختار أن يكون عبدًا رسولًا، لأن هذه المنزلة أرفع عند الله عزوجل.
وتابع: في عهد سليمان عليه السلام كانت الشياطين تُستخدم في السحر وإيذاء الناس وعرف سليمان الأمر، فجمع كتب السحر، ويقال إنه دفنها في مكان في الأرض ليمنع عن الناس الأذى، ويقال إنه دفنها تحت عرشه.
وأشار إلى أنه لما مات سليمان دلت الشياطين بعض الناس على مكان هذه الكتب وادعت الشياطين أن سليمان سخر الجن والإنس والريح، وكل ما في الكون بواسطة هذه الكتب، وأن من يقرأها يخضع له الكون ويصبح طوعًا لمشيئته وهذا كفر سليمان برئ منه.
وأكد الشيخ الشعراوي، إن سليمان سُخر له الكون بقدرة الله سبحانه وتعالى وليس بالسحر، والشياطين أرادوا أن يوهموا الناس أن السحر هو الذي يفعل هذا حتى يكفروا بالله سبحانه وتعالى ويؤمنوا بقدرة السحر، لهذا فإن كل من آمن بقدرة السحر كافر، وكل من مارس السحر كافر، وسليمان عليه السلام برئ من تهمة الكفر، وقد برأه الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم.