«أيام البهجة».. معرض القاهرة الدولي للكتاب يجدد موعده مع التاريخ
جدد "معرض القاهرة الدولي للكتاب" موعده مع التاريخ خلال الساعات الماضية، مع انطلاق فعاليات أعرق فعالية ثقافية عربية، أكبر وأقدم سوق عربي للكتاب والذي تنظمه أكبر دار نشر عربية "الهيئة المصرية العامة للكتاب" ينجح من جديد رغم أزمة الوباء الذي اجتاح العالم، في فرض نفسه وأهميته ودوره كحدث شعبي قبل أن يكون فعالية رسمية، هذا المعرض الذي سطع لامعا فى سماء الثقافة العربية عام 1969، عندما جاءت فكرة معرض للكتاب في قلب الشرق النابض "القاهرة" على يد السيدة الخالدة في التاريخ المصري، الراحلة الدكتورة سهير القلماوى.
صاحبة فكرة المعرض "القلماوي" ولدت في القاهرة في 20 يوليو 1911، وهي من العلامات الخالدة للثقافة المصرية، عرفت بدورها القيادي منذ شبابها المبكر، هي من فتيات أول دفعات جامعة القاهرة، وهي أول امرأة مصرية تحصل على الماجستير والدكتوراه في الآداب، وقد صنعت السيدة الكبيرة بريقا خاصا للحركة النسوية المصرية خلال القرن الماضي.
من صفحات تاريخها الحافل أنها أول سيدة تتولى رئاسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، وأول رئيسة للاتحاد النسوي المصري، ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية.
نجحت سهير القلماوي في صياغة شخصية معرض القاهرة للكتاب منذ بدايته، ورغم أن الدورة الأولى عام 1969 كانت المشاركة الدولية عبارة عن حضور لـ 5 دول أجنبية يمثلها 100 ناشر يشغلون مساحة عرض 2000 متر مربع ، أصبح عدد المشاركين فيه على المستوى الدولي يزيد عن 40 دولة أحيانا، ورسخ نفسه كأهم معرض عربي للكتاب، وارتبط مع مواطن الشارع المصري بأنه أيام للبهجة.
بداية من عام 1978 بدأ مركز تنمية الكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وبمشاركة هيئة اليونسكو فى عقد حلقات دراسية مواكبة للمعرض، وتميزت هذه الحلقات بالعمل الجاد المثمر، والنقاش الموضوعى العميق، فى مجال الثقافة الخاصة للأطفال ومشاركة الأباء والأمهات، وفي عام 1982 سجل تطور جديد للمعرض عندما تحول إلى مناسبة ثقافية كبرى يشترك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقى فكرى وثقافى.
تنقل المعرض بين 3 مواقع مختلفة عبر تاريخه الممتد، منذ عام 1969 حتى عام 1983 أقيمت الفعاليات في أرض المعارض الدولية بالجزيرة ، ثم انتقل المعرض إلى أرض المعارض الدولية بمدينة نصر اعتبارا من المعرض الدولى السادس عشر للكتاب عام 1984م، ثم جاء الموعد الثالث مع الإنتقال إلى مركز مصر للمعارض بالتجمع الخامس، والذي وصل فيه المعرض إلى أفاق دولية جديدة مع الاحتفال بيوبيله منذ عامين.
الكاتب الصحفي والشاعر سيد محمود كان من زوار المعرض اليوم الخميس، وتحدث عن تجربته مع الطريق للمعرض في موقعه الجديد الذي يقام فيه للمرة الثالثة، عبر حسابه الشخصي على موقع "فيس بوك" وقال: "رحت المعرض ورجعت لوسط البلد في باص مكيف محترم، مليان شباب كلهم راجعين بكتب، فضلوا يقلبوا فيها ويتبادلوا الفرح بالعناوين رغم الأسعار، بس في وعود بينهم عن حركة واسعة للتبادل، معرض القاهرة للكتاب حدث شعبي وده أجمل ما فيه، كل سنة واحنا فرحانين بالشباب، اتوبيسات لكل مكان خلت المعرض مش بعيد".