كيف تدرب نفسك على العودة للحياة الطبيعية كما كانت قبل كورونا؟
بعد قرابة العام ونصف العام من جائحة كورونا، بدأت الأمور في العودة تدريجيًا إلى طبيعيتها خاصة بعد وجود لقاحات أثبت فعالية في مواجهة الفيروس، لكن بالطبع هناك الكثيرين ممن تصدمهم نمط الحياة الجديد، بعدما اعتادوا العزلة والعمل عن بعد.
وبحسب "بي بي سي"، فقد أظهرت الدراسات، أن الحياة وحيدا لن تقود فقط إلى تقليص السمات الانبساطية، وإنما تؤدي أيضا لحدوث سلسلة من التغييرات النفسية التي قد تفاقم وحدتك، مثل شعورك بالخوف من التعرض للرفض أو الإهانة والازدراء من جانب الآخرين.
وبالمثل؛ فإذا كنت قد عانيت من البطالة خلال الوباء، أو أُجْبِرت على التوقف عن العمل أثناء الفترة الماضية لأسابيع أو لشهور، فربما أصبحت تعاني الآن من تراجع مستوى إحساسك بضرورة الاتصاف بضمير حي، في التعامل مع الواجبات التي توكل إليك، أو تشعر بتقلص قدرتك على الالتزام بالانضباط الذاتي، أو التحلي بالطموح.
وقد أظهرت الدراسات أن البطالة تُخلف هذا التأثير، نظرا لأنها تجعل يومك غير محكوم بأي إطار زمني معين، وتجعلك تفتقر للشعور بأنك سُتثاب إذا اجتهدت في عملك والتزمت بمواعيدك فيه كذلك. وقد يتجسد هذا التأثير السلبي للبطالة، في صورة تدني مستوى التحفيز لديك، وانغماسك في نمط حياة أكثر فوضوية.
وفي الوقت الذي تتزايد فيه معدلات التطعيم في دول عدة، وفي ظل الآمال بأن يتواصل اتخاذ القرارات الخاصة بتخفيف القيود والإجراءات الاحترازية، يتوقع خبراء الاقتصاد، ألا تقتصر الفترة المقبلة على العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل تفشي الوباء، وإنما يتوقعون أن نلمس انتعاشا قويا، يتضمن دوران عجلة الاقتصاد بسرعة، وتوافر الوظائف بوتيرة لم نعهدها منذ جيل كامل.
ورغم الفوائد التي قد يعود بها ذلك، على المجالات المهنية التي يعمل فيها الكثيرون، فإنه قد يبدو مزعجا للغاية، بالنسبة لمن أثر الوباء على شخصياتهم، وجعلها أكثر انطوائية، وأقل قدرة على الانضباط الذاتي أو التحلي بالطموح.