«يوحنَّا بن ساويرُس الكاتب المصريّ» ضمن أبرز الإصدارات المسيحيَّة في معرض الكتاب
بعد «أُعجوبة نقل الجبل المقطَّم» و«الواضح بن رجا».. الباحث في التَّاريخ الكنسيّ شريف رمزي يواصل نبشه في المخطوطات القديمة.
الأنبا مكاريوس أُسقُف المنيا: الكتاب يزدان بالقِصَص الرَّهبانيَّة والمَفاهيم النُّسكيَّة، ومادَّته تكفي لشرح الإيمان المَسيحيّ.
يواصل الباحث في التَّاريخ الكنسي شريف رمزي، عضو لجنة التَّاريخ القبطيّ، البحث في المخطوطات القديمة، والكشف عن النُّصوص التَّاريخيَّة النَّادرة الَّتي تعود إلى العصر الوسيط. ويُعَدُّ كتاب «أُعجوبة نقل الجبل المقطَّم»، الأبرز بين عِدَّة إصدارات تحمل اسم الباحث، يليه كتابه عن «الواضح بن رجا المُعترف».
ويشهد معرض الكتاب هذا العام، والَّذي يُقام في الفترة من 1 – 15 يوليو 2021، صدور عمل جديد يُضاف إلى أعماله السَّابقة، يحمل عُنوان «يوحنَّا بن ساويرُس الكاتب المصريّ»، ومن خلاله يتناول الباحث بالبحثِ والتَّحقيق حياة ذلك الكاتب ومؤلفاته.
أسقف المنيا: كتاب نفيس ومحتواه نادر
و عن الكتاب، يقول نيافة الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وتوابعها، الذي تصَدَّرَ تقديمه صفحات الكتاب: ”طالَعتُ هذا الكتاب النَّفيس، وسَعِدت كثيرًا بمحتواهِ النَّادر، والمخطوط يستحِقّ التَّحقيق والتَّعليق والنَّشر، والعمَل في مُجمَلهِ يستحِقّ القراءة عِدَّة مرَّات. وقد تمَيَّز الكتاب بالبُعد الفلسَفيّ، وهو ببساطة مُحاولة للإقناع بالمَنطق والعقل أكثر من فرض الأوامر الإلهيَّة والإشادة بالطَّاعة دون مُناقشة أو مُراجَعة. وبخصوصِ البُعد العَقائِديّ فالمادَّة الموجودة في الكتابِ كافية لشَرحِ الإيمان المَسيحيّ“.
وأضاف الأنبا مكاريوس ”لقد ازدان الكتاب بالعَديدِ من القِصَصِ الرَّهبانيَّة والمَفاهيم النُّسكيَّة وسِيَر العديد من الآباء الأقباط والسُّريان. ومن بين ما استوقَفَني كثيرًا هو توثيق مُعجِزة نقل الجبَل المُقطَّم حيث يُعتَبر ما وَرَد بالكتابِ شهادة مُبَكِّرة جدًّا في هذا الصَّدَد، مُقابِل الَّذين يُحاولون إنكار حُدوث المُعجِزة“.
وأثنى نيافته على الجُهد الَّذي بذله الباحث، بكلمات مُفعَمة بالإعجاب، فقال،”الباحِث المُتَمَيِّز شريف رمزي، يَمتلِك ناصية اللُّغة، وسِعة الاطِّلاع، ودِقَّةً في النَّقل والتَّحليل، ووعيًا نادرًا في المُراجعة والضَّبط، فَضلاً عن الحِسِّ القِبطيّ والأمانة الشَّديدة للكنيسة، وأتمنَّى أنْ يستمرّ في أداء رسالته، والغَوص في أعماق التَّاريخ، ليُثري المكتبة القبطيَّة بالمزيد من الأبحاث مُستفيدًا من تُراثِ كنيستنا الهائل".
أمَّا الباحث شريف رمزي فاستهلّ كتابه بقوله: ”إنَّ المخطوطات الَّتي تزخَر بها المكتبات في أديرتنا وكنائسنا القديمة، وبعض المكتبات والمتاحِف حول العالم، هي كُنوز نفيسة لا تُقدَّر بثمَنٍ، من حيث قيمتها الأدبيَّة ومضمونها الفكريّ، لأنَّ تحصيل الحِكمة خير من اللّآلئِ، وكلُّ الجواهرِ لا تُساويها، ومن ثَمَّ فنحن في حاجةٍ ماسَّة لإعادة اكتشاف تلك الوثائق النَّادرة وتناول موضوعاتها بالبحث والدِّراسة، لا سيَّما وأنَّ أكثرها ما يزال حبيس الأَرفُف والأدراج“.
وفي وصفه لكتابه الجديد قال "هو مُحاولة جديدة لسَبرِ أغوار واحدٍ من تلك الكنوز واكتشافها، وجَهد يُضاف إلى جُهودِ أهل السَّبق، وهُم كُثُر. وما تلك المُحاولة إلاَّ لبِنة في بناءٍ وضع أساساته أساتذة أفاضِل أثروا مجالات البحث وقاعات الدَّرس بإسهاماتهم الخلاَّقة، وأنا مدينٌ لهؤلاء بالفضل والامتنان".
- الكتاب يعرض شخصيَّة كاتبٍ مرموق لم ينَل حظّه من الشّهرة
ويُضيف: ”في هذا الكتاب نعرض لشخصيَّة كاتبٍ مرموق، لم ينَل حظَّه من الشُّهرة والاهتمام، كحال غيره من الكُتَّاب الَّذين لم تصلنا مؤلَّفاتهم، أو وصلنا بعضٌ منها بينما أكثرها مفقود، وهو يوحنَّا بن ساويرُس الكاتب المصريّ، الَّذي ارتبط اسمه باسم مُصنَّفه الوحيد الَّذي وصلنا العِلم والعمَل، وعلى مخطوطات ذلك المُصنَّف الهام ترتكز هذه الدِّراسة“.
الكتاب الَّذي يقع في 204 صفحة من القطع المتوسِّط، حظي بالمُراجعة العلميَّة لمادَّته التَّاريخَّيَّة، وهذه المُراجعة قام بها الدُّكتور صموئيل قزمان معوَّض الباحث في قسم القبطيَّات بجامعة مونستر الألمانيَّة، وسيُتاح لزوَّار معرض الكتاب من خلال الرُّكن الخاصّ بمركز باناريون للتُّراث الآبائيّ. ونظرًا للنَّجاح الَّذي حقَّقته الإصدارات السَّابقة للباحث نفسه، فضلاً عن الاهتمام والتَّفاعُل الَّذي ظهر على مواقع "السُّوشيال ميديا" بمُجرَّد إعلان الباحث عن كتابه الجديد، فمن المتوقَّع أن يحظى الكتاب بنصيب وافرٍ من الاهتمام خلال فترة المعرض.