محمد الأشعري يلجأ إلى الغابة في معرض الكتاب بـ«من خشب وطين»
صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، رواية جديدة للروائي المغربي محمد الأشعري، بعنوان "من خشب وطين"، ومن المقرر أن تطرح بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ52، التي ستنطلق خلال الفترة من 30 يونيو الجاري وحتى 15 يوليو المقبل، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس.
"من خشب وطين" روايةٌ تضعنا في مواجهةٍ صريحةٍ مع أسئلةِ الحياةِ الأكثر عمقاً، يزيحُ فيها الكاتبُ أقنعةً كثيرة عن البشر والأشياء والأوهام التي نعيشُ بها وفي وسطها.
وجاء في كلمة الناشر على الغلاف: إبراهيم، رجلٌ يقرِّر في لحظةٍ ما، تغييرَ مسارهِ البديهيِّ في الحياة، كما هو مرسومٌ مُسبقاً للجمُوع. يتخلَّى عن وظيفته المرموقة في البنك، يتركُ المدينةَ، يُطلِّق زوجته التي هي أيضاً زميلة عمله، ويلجأ إلى مكان هادئ بجوار غابةِ المعمورة في المغرب. هناك حيثُ يعتني بتربيةِ النَّحل، سيلتقي بقُنْفُذٍ مُصاب ليتعرَّف، بسببهِ، على الطبيبة البيطريَّة بريجيت، وتظهر بوادرُ علاقة حبٍّ يخشى أن تعيدهُ إلى أحابيل المدينة، هو القادم من منطقة غائمةٍ بداخله، الهاربُ إلى الضواحي، المعتقد أنَّ مكانةَ الحياةِ، تكمنُ في الحياةِ ذاتِها، وليس في الأشياء التي تتزاحم فيها.
مَا هو الضروري، وَمَا هو الزائد؟
بلغةٍ تتَّكِئ على هذه الجدلية، تقفُ رواية محمد الأشعري «من خشب وطين» على دقائقِ الأمورِ، عند تلك التفاصيل والكائناتِ الصغيرة، التي لا نعتقدُ يوماً أنَّها ستُغيِّر حياتنا، ولكنَّها تفعل، تماماً، كما فعل القُنْفُذ «يَنْسِي». هي أيضاً روايةٌ عن الغابة بأشجارها ومائها، بعتمتِها وتوحُّشِها، هذه القطعةُ المفقودةُ في أرواحنا، وقبل ذلك عن الجشع الإنساني والمصائر المتشابكة التي تصيرُ معها كلُّ الأجوبة السليمة ضرباً من الجنون.
من أجواء الرواية نقرأ:
ذات صباح وهو يشرب قهوته قبل الدخول إلى البنك قرأ مقالاً صغيراً في جريدة لوموند الفرنسية، عن الخطر الذي يتهدَّد الحياة في كوكب الأرض جرَّاء الإبادة التي يتعرَّض لها النحل في جميع أنحاء المعمور. لم يكن يعير النحل أيَّ اهتمام، ولم يكن يتصوَّر أبداً أن انقراض النحل سيؤدِّي إلى انقراض الحياة. ربَّما فكَّر أن ينقرض العسل الذي لا يكنُّ له محبَّة خاصَّة، أمَّا الحياة برمَّتها، فكيف يكون مصيرها معلَّقاً بهذه الحشرة الصغيرة الهشَّة التي تموت إذا لسعت، وتعيش أيَّاماً معدُودة في شغل دائم لا يشبهه سِوى الشغل في البنك؟ كان إبراهيم قد اتَّخذ قراره بتغيير الوجهة. ولكنه أحبَّ أن يكون هذا المقال الطريف هو الشرارة الأولى التي اشتعل بها حريق كبير في حياته، حريق سيؤدِّي به إلى سوء تفاهم كبير مع العالم.
محمد الأشعري، شاعر وروائي مغربي، ولد في زرهون المغرب سنة 1951، بدأ نشر قصائده في مطلع السبعينات وصدر ديوانه الأول "صهيل الخيل الجريحة" سنة 1978، ومنذ ذلك الحين صدر له العديد من الكتب الشعرية وترجم منها إلى لغات عديدة، ترأّس اتحاد كتّاب المغرب، وعمل في الصحافة وترأس تحرير عدد من الملاحق والمجلات الثقافية. انخرط في العمل السياسي والنقابي، وخاض التجربة الانتخابية التي قادته إلى البرلمان ثم إلى الحكومة ليصبح وزيراً للثقافة والاتصال من سنة 1998 إلى 2007.
نشر مجموعة قصصية بعنوان "يوم صعب"، و5 روايات هي "جنوب الروح" و"القوس والفراشة" التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2011)، وترجمت إلى عدة لغات، ثم "علبة الأسماء، "ثلاث ليال"، و"العين القديمة" التي صدرت عن منشورات المتوسط.