في الذكرى السادسة.. المستشار هشام بركات «الشهيد الصائم»
تحل اليوم الإثنين الذكرى السادسة لاغتيال الشهيد المستشار هشام بركات، والذي اغتالته يد الغدر في صباح يوم الاثنين الموافق 29 يونيو 2015، وهو صائم، إثر انفجار سيارة مفخخة خلال سير موكبة بمنطقة مصر الجديدة، أثناء توجهه إلى عمله.
وخلال هذه السطور ترصد «الدستور» ملامح السيرة الذاتية للمستشار هشام بركات، النائب العام الأسبق:
الشهيد هشام محمد زكي بركات ولد في 21 نوفمبر 1950.
تخرج في كلية الحقوق عام 1973، وحصل على ليسانس الحقوق بتقدير عام جيد جدا، والتحق بالعمل بالنيابة في ديسمبر 1973.
تدرج في المناصب بالنيابة العامة، وانتقل بعدها إلى السلك القضائي بين المحاكم الابتدائية والاستنئاف، حتى وصل إلى منصب رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة، وهو آخر منصب شغله قبل منصب النائب العام.
تولى منصب النائب العام منذ 10 يوليو 2013، بعد أسبوع واحد من الإطاحة بنظام المعزول محمد مرسي، بعد استقالة المستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام السابق من منصبه.
أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس المستشار عدلي منصور.
- يعد النائب العام الثالث بعد ثورة 25 يناير.
قضية التخابر هي آخر قضايا نظرها النائب العام الأسبق هشام بركات
استشهد إثر استهداف موكبه أثناء ذهابه إلي عمله بواسطة عبوة ناسفة تم زرعها داخل سيارة استهدفت موكبه بمنطقة مصر الجديدة في 29 يونيو 2015 .
في عام 2018، اقتص القضاء المصري لدماء الشهيد النائب العام الأسبق هشام بركات، بتنفيذ حكم الإعدام في حق 9 متهمين، صادر بحقهم حكما نهائيا، بعد إقرار محكمة النقض حكم إعدامهم، بعد أن أدانتهم التحريات والتحقيقات بالتخطيط لقتله.
ورثته ابنته في رسالة تضمنت: «29 يونيو 2021 الذكرى السادسة، رسالتى إلى حبيبي / أبي ، لم أكن أريد أن أستعمل كلمة "حبيبي " بل أردت أن أستعمل كلمة أخرى، كلمة أقرب إلى الحقيقة وإلى شعوري نحوكِ وهي العشق، حنيني الجارف لك ، لم يترك لى الاختيار فقد أصبحت أنت رمزًا لكل ما أحبه في وطني، العيش بدون أب أمر ثقيل جدًا، أثقل من أن يتحمله قلبي.. رحيل من نحب يشبه الطوفان غير أنك لم تلحق بسفينة نوح.. اتذكر نصيحتك لي في ذات اليوم منذ ٦ سنوات قبل ان اعتلي منصة القضاء وقد جاء منها أنا أحبك واعشقك ، ولكنّي لا أريد منكِ أن تفني كيانك فى كيانى ولا فى كيان أي إنسان. ولا أريد لك أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة مني أو من أي أنسان. أريد لك كيانك الخاص المستقل، والثقة التى تنبعث من النفس لا من الآخرين، وإذ ذاك عندما يتحقق لكى هذا لن يستطيع أحد أن يحطمك، لا عدم وجودى في الدنيا ولا أي مخلوق. إذ ذاك فقط تستطيعين أن تلطمي من يلطمك وتستأنفى المسير».
وتابعت : «إذ ذاك فيزدهر كيانك وينمو ويتجدد ،انطلقي يا حبيبتي، صِلِي كيانك فقط بالأرض الطيبة أرضنا، بالشعب الطيب شعبنا وستجدين حبًا كبيرًا، حبًا جميلًا، حبًا لا يستطيع أحد أن يسلبك إياه، حبًا تجدين دائمًا صداه يتردد فى الأذن، وينعكس فى القلب، ويكبر به الإنسان ويشتد: حب الوطن وحب الشعب، وفى الطريق ستجدينني يا حبيبتي ، أنتظرك، لأنى أثق بك، وأثق في قدرتك على الانطلاق وإثبات الذات .. ولذلك لقد تعلمت ثم تعلمت منك يا حبيبي وها أنا الان أسير في الطريق بكل قوة .. تعلمت منك أنني إذا أردت شيئًا بشدة، وأن أصل إلى بر القلوب فعليّ أن أنفق مما أحب ؛ ليس مال فقط، وإنما بذل من النفس وعطاء ومحبة اتباعًا لقوله تعالى " لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ..».
واستطردت : «فمتى أردت أن يستجاب ليّ في أمر ما كنت أتطلع لمن هم في حاجة إلى نفس الأمر فابذل لهم في الدعاء خفية، وإذا أردت التقرب من الله أنفقت مما أحب بالأكثر. أو كما كنت تقول لي يا حبيبتي علينا أن نجعل خبيئة بيننا وبين الله لا يعرفها أحد سوانا..اليوم مر على غيابك ٦ سنوات. ٦ سنوات أكلت الأخضر واليابس من قلبي وعمري. ٦سنوات من الحزن والوجع والتيه. ٦سنوات فقدت فيهم كل ما أعرفه عن نفسي وتحولت لنسخة أخرى أحاول التعرف عليها من جديد !.. اليوم أقول لك أنني أحبك جدًا، وأعلم يقينًا أن الحب لا يمنع شخص من الرحيل، لكننى أحبك رغم كل شيء وعلى كل حال. حتى وإن لم أملك لك سوى حبي وعدة رسائل، تُكتب على أمل وصولها إليك.. ولأني مؤمنة جدا أن المحبة كلها دعاء، وأنى لا أملك من الأمر شيئًا.. فأنا هكون ممتنة حد السماء وشاكرة جدًا لكل شخص هيشوف رسالتي لوالدى يدعي للشهيد الصائم هشام بركات بكل ما هو خير.. من كان لنا في قلبه شيئًا من الود والحب فليدعوا له.. لروحك ولقلبك اللي زي نور الفجر السلام.. لا أوحش الله لك مسكن يا هشام .. لا أوحش الله لك مسكن».