«حضرة المتهم نجيب محفوظ» يعرض حوارًا لأول مرة مع رجاء النقاش عمره 27 عامًا
يأتي كتاب "حضرة المتهم نجيب محفوظ.. الملف القضائي لأديب مصر" للكاتب الصحفي أيمن الحكيم والصادر عن دار إنسان كواحد من أهم وأبرز الكتب التي كشف جانبا يبدو خفيا ومجهولا من حياة نجيب محفوظ، هي سيرة أخرى لصاحب نوبل من سجلات الأوراق الرسمية للمحاكم المصرية.
يتناول الكتاب إلى جانب كونه الأول من نوعه على حد تعبير الكاتب أيمن الحكيم في رصده وتوثيقة وجمعه للملف القضائي لنجيب محفوظ "ما بين متهما ومجنيا عليه أحيانا وبريئا دائما" آراء نجيب محفوظ في قضايا شائكة سجل فيها رأيه عبر أعماله الإبداعية ما بين الرواية والقصة القصيرة، وجاءت آرائه معبرة عن قناعاته وما يؤمن به، ومتفقه في كثير مع منجزه الإبداعي، وجاء حواره مع الكاتب رجاء النقاش والذي كشف لنا عن جسارة الرجل وشجاعته في مواجهة مهاويس الدين الذين لاحقوه طول الوقت بدعاوي قضائية توسمه بمزدرى للأديان.
وثق الحكيم حوار رجاء النقاش مع محفوظ والذي مر عليه أكثر من 27 عاما إلى الآن، بأنه جاء ليعلن رؤية واضحة لصاحب نوبل لتجديد الخطاب الديني، وتطوير المؤسسة الدينية، من منطلق فهم حقيقي للإسلام وروحه ومبادئه وخوف عليه، هو عينه الذي رماه شيوخ الأزهر بالكفر وطعنوه في عقيدته بسبب رواية!
ومما جاء في حوار النقاش مع محفوظ:
رجاء: طيب ياريت تتوسع لي شوية في مفهوم ثورة التعليم بما أننا وصلنا لها في الكلام زي ما أشرت، لأنك أشرت لها ـ إشارة موجزة ولكن اعتبرتها أصل من أصول بناء المستقبل.
نجيب :آه.. بالضبط.. طبعا اللي ينضاف لدي التربية موش مسألة التعليم بس، التعليم قلناه، لكن التربية، التربية الدينية السليمة، التربية الثقافية القومية، دي موش حاجات هينة. دي إحنا خدناها في تعليمنا اللي فات، ولم يكن يعني من نظم التعليم المثالية، كنا بنشكي منه، وكل شيء، إنما كان في المدرسة مكتبة ومجلة وكتب وكنا بنقرأ وفيه فرقة موسيقي وتمثيل وخطابة، هي الحكاية كده. إن المدرسة يجب أن تكون كده، وإلا أقفلها. أنت هتطلع منها عفاريت زي ما أنت شايف، يعني أحسن سيبهم لفطرتهم، بالجهل موش هيوصلوا للمصيبة دي. آه. بالكتير زي بتوع الطرق الصوفية، وشوية قدرية، آدي أقصي ما فيها، وإنما دي بلاوي دي.
رجاء: يعني أنت بتعتبر سوء نظام التعليم أصل من أصول المشكلة القائمة الآن؟
نجيب: مافيش شك.. في كل شيء.. أصابت عقليتنا نفسها.