الكتاب السعودى عبد الله مناع يشارك فى معرض القاهرة للكتاب بــ«أمسيات الثلوثية»
صدر حديثًا عن دار كنوز للنشر والتوزيع٬ كتاب جديد بعنوان «أمسيات الثلوثية.. المثقفون وحكاياتهم»٬ للكاتب السعودي دكتور عبد الله مناع، وذلك بالتزامن مع افتتاح الدورة الـ 52 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر انعقادها خلال الفترة من 30 يونيو إلى 15 يوليو المقبل، بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس بالقاهرة.
ويشير الدكتور عبد الله مناع، في مقدمته لكتابه «أمسيات الثلوثية.. المثقفون وحكاياتهم»٬ إلى أنه: على غرار صالون "مي زيادة" الأدبي في أربعينيات القرن الماضي، وصالون "العقاد" في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات، الذي كتب عنه الكاتب أنيس منصور كتابه "في صالون العقاد كانت لنا أيام"٬ وهنا في السعودية وبعد أن تواصلت أمسيات "الثلوثية" أسبوعًا بعد أسبوع، مع النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، ليصبح أهم صالون ثقافي معاصر في المملكة عمومًا وفي جدة خصوصًا.
ومنذ تلك السنوات الأولي من عمر "الثلوثية"، كان هناك سؤال يلح علي خاطري: هل من المعقول أن تذهب كل الطروحات الثقافية والاجتماعية والسياسية التي أمتلأت بها أمسيات "الثلوثية" هباءً، فلا يبقي منها - بعد حين من الزمن - في ذاكرة الأجيال شيء تستند إليه أو تعتد به؟
وكانت الإجابة المنطقية، هي "لا" طبعًا، إذ لا يصح أن تذهب كل تلك الطروحات عن الثقافة والمثقفين ودورهم وعن الحرية وحدودها وعن الحضارات تاريخها، وعن الديمقراطية في السياسة، وعن الحداثة في الأدب بين مؤيديها ومعارضيها.
ولذلك لاقت فكرة الكتابة استحسانًا من صاحبها العزيز محمد سعيد طيب، لتنعقد بعدها جلسات استرجاع لتاريخ "الثلوثية"، وجلسات استحضار لحكايات وخصومات وطرائف مثقفيها، واستجماع لأجوائها، ومع توجيه الدعوة لعدد من رواد الثلوثية، لمشاركتنا جلسات الإسترجاع والاستحضار، وقد كانت رحلتي الاسترجاع والاستحضار، تحتاج إلي هذا الحشد وأكثر، فقد كانت "أمسيات الثلوثية" في زمانها ومكانها، حدثًا ثقافيًا ضخمًا لا ينسي، وكأنها برلمان المثقفين غير المنتخب لتعلو في قيمتها.
ويوضح "مناع": وبالعودة للتاريخ فقد بدأت "الثلوثية" في جدة لأول مرة عام 1974، بعد عودة الأستاذ محمد سعيد طيب إلي جدة من غيبته الطويلة الموحشة في السجن، وعن اختيار يوم الثلاثاء، فلمزاياه الكثيرة فهو إلي جانب توسطه بين أيام الأسبوع، وكسره لحدة انقطاع الأصدقاء والزملاء عن بعضهم لأسبوع كامل، فإنه كان يأتي في اليوم التالي لإنعقاد مجلس الوزراء، وهو ما سيمكن الأعضاء من الوزراء من حضور اللقاء.
وكانت البداية حميمية خالصة نظرًا لروابط الصداقة العميقة التي كانت تجمع بين روادها الأوائل وصاحبها "الطيب" بتبادل الرأي حول أهم أحداث الأسبوع، والمقالات الصحفية والمقابلات التلفزيونية، وكان يظهر هناك تباين في اجاهات ثلاثة: "إسلامي" يتبناه الأستاذ العطار، وتيار "ليبرالي" أمريكي الهوية يقوده بصوته العالي الأستاذ رضا لاري، وتيار قومي عربي يتبناه "الطيب والمناع"، بالإضافة إلي تيار "خالف تعرف" ويتبناه عبد الله أبو السمح.
مع الوقت عرف الصالون، وتم استضافة للأمير سعود بن عبدالمحسن، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، ومع انتقال الصالون إلي "بيت الصحافة" أخذ يستوعب أعدادًا أخرى إلى جانب رواده في مقدمتهم المثقف الكبير عبدالله بلخير، أول مدير عام للإذاعة والصحافة والنشر، والأديب القاص يس طه، والشيخ أحمد زكي يماني، ولم يكتف الحضور السعودي فقط بل أمتدت إلي غير ذلك كمن المثقفين العرب من مصر وسوريا ولبنان، ونذكر من مصر الشيخ محمد متولي الشعراوي، والمذيع أحمد فراج، والدكتور مصطفي محمود، والدكتور زكي نجيب محمود، والشاعر فاروق جويدة، والكاتب الساخر محمود السعدني، إلي جانب نجوم الفن أمثال محمود يس، حسين فهمي، حسن يوسف، حسن مصطفي، وفريد شوقيز
أيضًا كان هناك حضور نسائي، ونذكر منهم: الإعلامية فايزة صالح أمبا، الكاتبة هند آل الشيخ، البروفيسيرة سميرة إسلام، الإعلامية بسمة البسام، الإعلامية بثينة النصر، والكابتن طيار هنادي هندي، ةالفنانة التشكيلية إعتدال عطيوي، والفنانة هيام يونس، والإعلامية نعم الباز".