«ارزقية الكورنيش»: كورونا كبلتنا بالديون وقطعت عيشنا (فيديو)
زحام، تكدس للمصطافين على كورنيش الإسكندرية، قدموا من المحافظات للاستمتاع بالاجواء الصيفية، حركة نشطة من البائعين لكسب رزقهم، مشهد معتاد رؤيته على أرض عروس البحر المتوسط خاصة في الصيف.
كانت تلك الاجواء تتميز بها مدينة الثغر قبل كورونا التي أغلقت العالم وخلت الساحات العامة من زوارها، فأغلقت شواطىء الإسكندرية ابوابها أمام المصطافين والبائعين المتجولين معلنة ذلك بلوحة على مداخلها مغلق بقرار وزاري ضمن الإجراءات الاحترازية.
وجاءت الانفراجة لنتعش الحركة من جديد منذ قرابة شهر، ضمن القرارات الوزارية الجديدة بعودة فتح الشواطىء والحدائق العامة أمام روادها ضمن حزمة من الإجراءات الاحترازية حفاظا على سلامة المواطنين.
- بائع الفريسكا:حلمي تعليم ابنائي
بصندوق زجاجي يحملة على كتفه قرابة ال ٨ ساعات يوميا من التاسعة صباحا حتى غروب الشمس ، يبحث علي السيد، عن مصدر رزقة بين مصطافي شواطىء الإسكندرية.
من محافظة البحيرة يأتي بائع الفريسكا إلى عروس المتوسط، ليعلو صوته بين زحام الشاطىء :"فريسكا ب ٥ جنيه، فريسكا بالطعم اللي تحبه" ينتظر ان تلفت الحلوى السكندرية التي صنعها بيده رغبة زبائنه.
ليكسب رزقه في فصل الصيف من بيع الفريسكا اما شتاءا فيكون بيع الذرة المشوي والبطاطا الساخنه سبيل كسب قوت يومه، معلقا "لازم نشقى علشان نكسبها بالحلال"
أسرة مكونة من ٣ افراد يعولها بائع الفريسكا، يحلم بأن يدخر مبلغا لكي يعلم ابناءه، معبرا عن حلمه في كلمات بسيطة "انا أمي التعليم لكن لازم ولادي يتعلموا احسن تعليم، نفسي اشوف نتيجة شقايا فيهم".
- الزلابية مصدر رزق أولاد العم
جاء مصطفى أحمد، ١٨ عاما من محافظة المنيا بصعيد مصر بحثا عن مصدر رزق له برفقه اولاد عمه، منذ ٤ سنوات.
ففي فصل الصيف تجمعوا ولاد العم وانتقلوا من العاصمة الى عروس البحر المتوسط لقضاء اسبوع على شاطىء الاسكندرية، ليقرروا بعد ذلك الانتقال من القاهرة الى الاسكندرية وبدء مشروعهم الخاص.
قال مصطفى، وجدنا ان كورنيش الاسكندرية ساحة مفتوحة لكسب الرزق ولهذا قررنا ان تكون الزلابية هي مشروعنا الصغير للإعتماد على انفسنا لنبدأ بعربة صغيره في منطقة بير مسعود وعلى مدار سنوات عملنا توسعنا لنصبح ٤ عربات صغيرة.
ويتناوب ولاد العم فيما بينهم بأخذ اجازاتهم للذهاب لمسقط راسهم بمحافظة المنيا ليباشر الباقي عملهم في الاسكندرية معلقا "اهالينا مش محتاجين الفلوس اللي بنكسبها، احنا بنعمل كده علشان حابين نعتمد على نفسنا".
- أحمد صابر وحكاية ٣٥ سنه على نصبة شاي
يأتي يوميا منذ عصر اليوم وحتى فجر اليوم التالي على مدار ٣٥ عاما، يقف لينظم ادواته على نصبه الشاي منتظرا زبائنه في ذات المكان بمنطقة سيدي بشر.
احمد صابر ابن محافظة سوهاج ولكنه اسكندراني الاقامة يقول ليس لي مصدر رزق غير عملي في الشاي والمشروبات الساخنة، فلدي اسره صغيره انا مسؤول عنها ولابد ان اتكفل بكامل مصاريفهم اليومية.
طالب صابر بتقنين اوضاع ارزقية الكورنيش بأن يكون لهم ترخيص من الحي بالمحافظة حتى اذا كان هذا مقابل مبلغ مالي معلقا "احنا مالناش مكان عمل غير هنا، وياريت ترخيص تفاديا من حملات الازالة".
- كيف أثرت كورونا على ارزقية الكورنيش؟
مع غلق شواطىء لمدينة الإسكندرية ضمن الاجراءات الاحترازية للحد من التكدس لعدم انتشار وباء كورونا، اصبح لا مكان لأرزقية الكورنيش على أرضه، فخلت المصايف من المصطافين، وغابت زبائنهم واصبحت بضائعهم لا مشتري لها.
ليخلو صندوق بائع الفريسكا الزجاحي من الحلوى السكندرية، وذلك لغياب زبائنه عن ساحة الكورنيش محل عمله، ليبحث "علي" عن مصدر رزق بديل لكسب رزقه ليعمل عامل نظافة في احد مصانع الملابس الجاهزة قرابة ال ١٢ ساعة يوميا، ليعلق "لو قعدت محدش هيصرف على عيالي، كان لازم من طريق بديل".
ليتأثر عمل ولاد العم، وتصبح مكسب عربة الزلابية بربع الدخل المالي الذي كانت تحققه في موسم الصيف ما قبل كورونا، ليتقاسموا وقتهم ويبحثوا عن مصدر رزق اخر يواجهون به غياب رزقهم مع غياب المصطافين.
ولتتراكم الديون على كتف احمد صابر، نتيجة لتأثير ازمة كورونا السلبي على مصدر عمله، معلقا "اصبحت لا استطيع تلبية مصاريفي اليومية".
وتكون المنحة الرئاسية الدعم الذي عبر بها ازمته المالية، قائلا "انتظرت مبلغ ال ٥٠٠ جنيها للعمالة الغير منتظمة، وهي ما اسندت محنتنا المالية حينها".