أزمة منتصف العمر.. المراهقة المتاخرة
تختلف النساء عن الرجال في كل الأمور الحياتية تقريبا بنسبة 95%، وخاصة فيما يتعلق بالمشاكل اليومية وطريقة معالجتها، وهناك سن يصل إليه الإنسان من نهاية الأربعينات إلى أن يتوفى الأشخاص تحدث فيه أزمة كبيرة تسمى أزمة منتصف العمر.
لا يعرف الكثيرون ما هي تلك الأزمة، والجميع يعتقد أنها تتمثل في الرغبة للعودة إلى الشباب، والحاجة إلى ارتداء ملابس شبابية أو القيام بأفعال لا تتماشى مع هيبة ووقار أوائل سن الخمسينات.
تتحدث اليوم لـ"الدستور"، خبيرة العلاقات الأسرية، منة فتحي، عن الفرق بين الرجل والمرأة في التعامل مع أزمة منتصف العمر.
تقول: "الرجال في مرحلة أزمة منتصف العمر أو ما يطلق عليها مراهقة متأخرة، يشعرون بأنهم محاصرون في كل شيء، أسلوب حياتهم، وعلاقاتهم الزوجية، وحتى في أماكن عملهم".
وتابعت: "مع التقدم في العمر تحدث الكثير من التغيرات النفسية، وهي عدم الشعور بالرضا، والحنين إلى الماضي، والشعور بالملل والفراغ، والندم على كل شيء مع العصبية المستمرة".
وتضيف: "نتيجة لهذه المشاعر السلبية، تتولد لدى الرجال رغبة في أن يشعروا بالحرية التي كانوا يتمتعون بها في مرحلة الشباب، مثل مواعدة النساء، وتغير طريقتهم، وإنفاق الأموال بشكل مبالغ فيه على أشياء لا قيمة لها، وإهمال العمل".
وتستكمل: "أما النساء تختلف كثيرًا، فهن يدخلن في دوامة من التغيرات النفسية والعاطفية، بسبب التغيرات الهرمونية مثل انقطاع الطمث، انخفاض هرمون الاستروجين والبروجسترون، وزيادة الوزن، وضعف الذاكرة، والأرق المستمر".
وتصاب بالعديد من نوبات القلق وتشعر بالحزن المستمر ويكون لديها رغبة مستمرة في البكاء بسبب الشعور بأنها تقدمت في العمر ولم يعد مرغوب فيها كامرأة، لذلك يحاولن الابتعاد عن الناس ويغلقن الأبواب على أنفسهن، ويحاولن إخفاء علامات التقدم بالعمر.
وتنصح خبيرة العلاقات الأسرية كلا من الرجل والمرأة بالقراءة والتثقف جيدا عن تلك المرحلة، وتقبلها عند الوصول إليها، وعدم مقارنة النفس بالأخرين، وتقييم النفس ذاتيا وحصر الإنجازات التي تم تحقيقها.