ما عدوك إلا ابن «كارك»
تعرف على كواليس حرب عبد الحليم حافظ على حسين فهمي.. وغيرته من محمد نوح
من المواقف التي لم ينسها الفنان نور الشريف وظل يتذكرها لفترات طويلة وحكاها في مذكراته "بين الحب والحرمان والحب والسينما" للكاتب السيد الحراني، هو وقت ظهور الفنان محمد نوح كمطرب حيث إنه أثار ضجة.
محاولة التشويش على نوح
وكان الفنان محمد نوح يقدم الأغاني الوطنية داخل الملاهي الليلية، وذات مرة كان يقدم أغانيه في "الشيراتون" بعقد أكبر من الذي يتقاضاه في هذه الملاهي الليلية، لكن نجاحه كان أقل.
وقرر "نوح" أن يعود مرة أخرى للملاهي الليلية التي بدأ فيها، فذهب الفنان نور الشريف لمشاهدته، لأنه كان يريد أن يرى هل سيحقق نجاحه القديم نفسه بعد عودته للملاهي مرة أخرى، وكان الملهى مزدحمًا إلى درجة غير معقولة.
وأثناء جلوس نور الشريف في الملهى وجد نفسه بجوار صديق عبدالحليم حافظ مصطفى العريف، فقال "نور" لزوجته "بوسي" إن "حليم" سيحضر طالما صديقه "مصطفى" هنا، وبدأ محمد نوح يغني أولى أغانيه وسط استقبال شعبي خرافي، وفي لحظة اندماج "نوح" دخل الفنان عبدالحليم حافظ وظل واقفًا يتلفت حوله حتى ينتبه إليه الحاضرون لكن مغناطيس محمد نوح على المسرح جذب انتباه وعيون الناس جميعًا فلم يروا العندليب الأسمر.
دعا نور الشريف الفنان عبدالحليم حافظ أن يجلس معه على مائدته فأدرك بعد برهة أن الناس لم تنتبه لوجوده فبدأ يقف ويصفق لمحمد نوح لجذب انتباه الناس ورغم ذلك ظل الجمهور منجذبًا لمحمد نوح.
وقال "نور": "تعلمت من هذه التجربة درسًا لا يمكن أن ينسى، وهي أنه عندما يحقق زميل لك نجاحا لا تحاول أن تشوش عليه؛ بل يمكنك فقط أن تنافسه بعمل آخر أفضل لأنه يستحيل أن نلغي الغيرة الفنية بين أبناء المهنة الواحدة".
وبعدها أخبر نور الشريف زوجته الفنانة بوسي أن عبدالحليم حافظ في حفلته القادمة سيستعين ببعض الآلات الموسيقية الغربية بدلًا من اعتماده على الفرقة الموسيقية الشرقية، وفوجىء بـ"حليم" يوقظه من النوم ويطلب منه أن يذهب إلى نادي الجزيرة ليقدمه في حفل هناك، وفعلًا غنى "حليم" وصلته الأولى وفي الوصلة الثانية ظهر عمر خورشيد ومعه الجيتار وبعض العازفين للآلات الغربية وغنى "أهواك" أول مرة بتوزيع موسيقي جديد.
حرب سرية على حسين فهمي
وقال الفنان حسين فهمي، إنه تعرض في بدايات عمله لحرب خفية من الفنان عبد الحليم حافظ، بعدما حقق شهرة واسعة من أفلامه السينمائية.
وأشار أثناء وجوده في برنامج "السيرة" الذي تقدمه الإعلامية وفاء الكيلاني على شاشة قناة "دي إم سي"، إلى أنه حقق شهرة واسعة من خلال أفلامه، لكن تعرض لحملة من الانتقادات الواسعة في الصحافة المصرية، وهو ما قابله باستغراب شديد، خاصة وأن الجمهور يشيد بما يقدمه في أفلامه.
و حكى فهمي، أن المصور وحيد فريد شرح له هذه الإشكالية، بأن الفنان عبد الحليم حافظ لن يترك له الأمر يمر مرور الكرام، خاصة وأن الفتيات أصبحن يحملن صورته تحت وساداتهن، في الوقت الذي لا يريد فيه عبد الحليم حافظ أن يشاركه أحد في جماهيريته.