«الطبيعة وما بعد الطبيعة» جديد المصرية اللبنانية للمؤرخ يوسف كرم
تطرح الدار المصرية اللبنانية كتاب "الطبيعة وما بعد الطبيعة: المادة- الحياة- الله" للمفكر والمؤرخ يوسف كرم، من تقديم وشرح وتعليق الدكتور مصطفى النشار.
من أجواء الكتاب نقرأ: إن الشعوب قاطبة اعتقدت دائمًا بموجودات أرفع من الإنسان، دعتها آلهة وأربابًا ودانت لها بالخشوع والخضوع واعترفت بإشرافها على الحوادث السلفية، ونستطيع أن نقول: إن العلماء، حتى الممعنون منهم في المذهب الحسّي المستمسكون بالنهج التجريبي، مجمعون على أن الدين أقدم المظاهر الإنسانية وأعمقها تغلغلا في الحياة، فردية واجتماعية.
يوسف كرم صاحب أهم مؤلف فلسفي بالعربية على ثلاثة أجزاء "تاريخ الفلسفة اليونانية"، "تاريخ الفلسفة الأوروبية في العصر الوسيط"، "تاريخ الفلسفة الحديثة"، يطرح في كتابه "الطبيعة وما بعد الطبيعة" سؤالًا عن ماهية الأجسام والكائنات الحية، وينطلق من هذا السؤال إلى تحليلات أعمق عن طبيعة الحياة، بحيث ينزع يوسف كرم ثوب المؤرخ، ليبحث في وجود الله من خلال الفلسفة بلغة سلسة.
تناول الكتابُ في الباب الأوّل الطّبيعة ثمّ ناقشَ علمَ الما ورائيّات، وتحدّث عن ظهور فكرةِ تجوهر الأجسام وتعدّد النّظريّات في هذا المجال، كما تناولَ الحياة النامية والحياة الحاسّة، وكان من موضوعاته أيضًا الحياة الناطقة.
وتطرّق كرم في حديثه عن الطّبيعةِ وما وراءها إلى عدّة قضايا، وقد تناول في الباب الثاني من الكتاب ما بعد الطبيعة، ونشأةِ علم الطبيعة، ثمّ انطلق منها إلى محاورَ أخرى مثلَ البرهنة على وجود الله من خلال استخدام علوم الطبيعةِ ودلالاتها الإعجازيّة.
تحدّث كتابُ "الطبيعة وما بعد الطبيعة" عن صفات الذات الإلهيّة، وصفات الفعل الإلهي، والإرادة الإلهيّة، والخلق ودلائله الوجوديّة. كما تعرّض إلى مسألة بطلان الأحادية، وناقش حلّ إشكالات في الصفات، وتحدّث أخيرًا في تقسيماتٍ تتعرّضُ آراءً ونظريّاتٍ تتفاوت ما بين التشاؤم والتفاؤل حول هذه القضايا.