«زيجة أفسدت العلاقة».. لماذا غضب الشيخ محمد رفعت من الشيخ طه الفشنى؟
رحل الشيخ طه الفشني في العاشر من ديسمبر لعام 1971، وكان صاحب مدرسة متفردة في التلاوة والإنشاد الديني، وكان على علم كبير بالمقامات والأنغام، وانتهت إليه رئاسة فن الإنشاد في زمنه، فلم يكن يعلوه فيه أحد.
وعندما بدأ التلفزيون إرساله كان الشيخ الفشني من أوائل المقرئين، وظهر لأول مرة يوم 26 أكتوبر عام 1963، وهو يتلو بعض الآيات من سورة "مريم"، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة بين المقرئين الذين تم التعاقد معهم من قبل التلفزيون بعد الشيخين محمد رفعت، وعبد الفتاح الشعشاعي.
وفي لفتة من الحكومة المصرية، كرمت وزارة الثقافة المصرية اسمه في عام 1987، ووضعت اسمه ضمن أعلامها للإنشاد الديني بوزارة الثقافة، وفي عام 1991، منح حسني مبارك للشيخ طه الفشني نوط الامتياز من الطبقة الأولى، وتسلمه عنه نجله المحامي زين طه الفشني.
كانت علاقة الشيخ طه الفشني بالشيخ محمد رفعت وطيدة وقوية، فكان الشيخ "رفعت" يجل "الفشني" ويقدره جدًا، لكن في نهاية المطاف بينهما، حسبما جاء في كتاب "عباقرة الإنشاد" للكاتب محمد عوض، حدث ما عكر صفو هذه العلاقة بين الشيخين.
كان الشيخ محمد رفعت قد طلب من الشيخ طه الفشني الموافقة على زواج إحدى بناته لأحد أبنائه، لكن الفشني، رفض هذه الزيجة لأسباب لم يعلنها وقتها، هو ما أغضب الشيخ محمد رفعت، لكن هذه الغضبة لم تدم طويلًا.
نهاية رفعت
كانت علاقة الشيخ محمد رفعت بالملك فاروق علاقة وطيدة وقوية، ورغم ذلك رفض الشيخ الراحل إحياء الذكرى السنوية للملك فؤاد، ليشارك في إحياء ذكرى عزاء جارته الفقيرة، وأبدى أسفه للملك فاروق، بأنه لا يحب التقرب إلى السياسيين والحكام.
وكما جاء في كتاب "عباقرة الإنشاد الديني" للكاتب محمد عوض، أن الملك فاروق كان يحرص على حضور حفلات الشيخ محمد رفعت، كما اختاره لقراءة القرآن والإنشاد في حفلات قصر عابدين.
ويعتبر الشيخ محمد رفعت هو القارئ الوحيد الذي تلا القرآن الكريم في دار الأوبرا المصرية، وذلك بمناسبة بدء الإذاعة اللاسلكية للحكومة المصرية عام 1931.
وكانت نهاية الشيخ محمد رفعت كانت صعبة خاصة أنه أصيب في عام 1943م بمرض سرطان الحنجرة الذي كان معروفًا وقتئذ بمرض الزغطة وتوقف عن القراءة.
على الرغم من أن الشيخ رفعت لم يكن يملك تكاليف العلاج إلا أنه اعتذر عن قبول أي مدد أو عون ألح به عليه الملك فاروق من أجل علاجه قائلا قولته الشهيرة «إن قارئ القرآن لا يهان»، وظل الشيخ في بيته يقيم الليل والنهار مصليا وداعيا إلى الله طالبا الرحمة وشاكرا لفضله وظل الشيخ محمد رفعت هكذا، بعيدا عن القراءة بصوته، إلى أن فارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950.