«كانت تحلم بمشهد النهاية دومًا».. قصة تنبؤ ابنة فرج فودة باغتياله
تمت مصادرة كتاب "نكون أو لا نكون" للكاتب فرج فودة، وكان قد نشر كمقالات في الصحف المصرية القومية والحزبية، كجريدة "مايو".
استدعى فرج فودة للنيابة، إثر عودته من تونس بعد تلقيه دعوة من التلفزيون التونسي لإجراء مناظرة بينه وبين عبدالفتاح مورو، زعيم الإخوان بتونس وقتها، لكن "مورو" اعتذر عن المناظرة، لكن التلفزيون أصر على إذاعة الحلقة مع ترك مقعد "مورو" خاليًا.
كانت الاتهامات الموجهة له، هي إهانة شيخ الأزهر، وعدم سبق اسمه بلقب "فضيلة" وإهانة الصحابة، وسيل آخر من الاتهامات تنتهي بالتكفير.
نشرت جريدة "الأهالي" نص التحقيقات عام 1990، التي اعترف فيها "فودة" بأنه هو المسئول عن الكتاب، ولم يستشر أحدًا في موضوعاته، وسبق ونشره في جريدة الأهالي في مارس 1988.
وفي نص التحقيقات سُئل "فودة" عن ذكره في الكتاب بأن شيخ الأزهر يستحق أن يجلد وأنه ارتكب جريمة بكل المقاييس، فرد: "الإسلام حجة على المسلمين والرسول يقول، لو أن فاطمة سرقت لقطعت يدها، وأنا قلت لو أن شيخ الأزهر سب لاستحق الجلد، وقد سبق جلد حسان بن ثابت شاعر الرسول في قضية سب واقعة الإفك، وحسان من كبار الصحابة، وشيخ الأزهر لا يطاوله علمًا أو قدرًا، وقد وصف شيخ الأزهر بعض المفكرين، وأنا منهم بأنهم أعداء للإسلام، وخارجون عليه، ووصفنا بأننا ذباب على الموائد الإسلامية، ألا يعد هذا قذفًا؟ أو ليست عقوبة القذف هي الجلد؟ لقد كنت انتظر أن يهنئني شيخ الأزهر على هذا الاستنتاج البارع".
ووجه للكاتب فرج فودة في نص التحقيقات اتهام بأنه قال إن شيخ الأزهر يستقي معلوماته من الصحف السيارة شأنه شأن العامة، فقال إن هذه العبارة ناقصة، لأنه قال إن اتهامنا بالعمالة والعداء للإسلام دليل على أن شيخ الأزهر يستقي معلوماته من الصحف السيارة، شأنه شأن العامة.
وفي إجابته أشار "فودة" إلى أن ما ذكره ليس قدحًا في شيخ الأزهر بل هو مدح، ومحاولة لإنصافه لأن البديل الآخر هو أن يكون شيخ الأزهر قد اختلق بنفسه هذه الاتهامات وقذفنا بها.
اعترافات الابنة
"حياتي معه قصة حب لم تكن لها نهاية ولكن رصاص الغدر كتب نهايتها"، هكذا بدأت "سهام" زوجة الكاتب فرج فودة، الحديث عن آثار اغتياله على يد الجماعات الإرهابية، في حوارها لجريدة "المصور"1992.
تركت "سهام" وظيفتها لتتفرغ لتربية الأبناء، حتى لا تثقل على زوجها الذي نذر حياته لمبادئه، كانت تلميذته في كلية الزراعة، ثم أصبحت الحبيبة والصديقة والزوجة وأم الأبناء، وبدأت حياتها معه منذ عام 1972.
أما سمر ابنة الكاتب الراحل، قالت إن ما كان بينها وبين والدها، لم تلاحظه في أي علاقة مشابهة بين أب وابنته من صديقاتها وأقاربها، موضحة: "كنت قريبة إلى قلبه وعقله، أتناقش معه أسمع آرائه، يقرأ علي مقالاته وكتبه ملزمة ملزمة، يستمع إلى رأيي، كنت مبهورة بآرائه وجرأته، كنت أقول له كفى جرأة حفاظًا على حياتك، لم يكن يهتم أو يخشى الموت، كنت أحلم باستمرار بأنني أراه مقتولًا وأذهب إليه فزعة، كان يضمني ويقول لي "نفسي أموت على أيديهم هذا هو إكمال رسالتي".
وأضافت "سمر"، أنه أحيانا كانت تأتيهم مكالمات تلفونية غامضة من أشخاص مجهولين، وكانت ترافقه في غالبية مناظراته وندواته ولقاءاته، وفي إحدى المرات، استمتعت إلى فتاة منتقبة تقول باستهجان: "لازم تخس الأول يا فودة"، فردت سمر "تعلمي أولًا آداب الحوار كما هو تعلمها".
وقالت، أنه في مدخل بيتهم آيات قرآنية كانت تزين الحائط والمكتبة التي تزخر بالكثير من الكتب في الفقه الإسلامي، والديانات المختلفة.