الأنبا مارتيروس: أيقونة العذراء المرضعة نشأت في مصر أولا
قال الأسقف الدكتور الأنبا مارتيروس، أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، إن أيقونة العذراء التي ترضع الطفل يسوع من ثديها الأيمن هي أيقونة كنسية ترجع إلى الفترة من القرن السابع وحتى القرن العاشر تقريبا، وتتواجد في أربع مواضع حاليا.
وأشار الأنبا مارتيروس في تصريحات له حول تاريخ الايقونة، الى ان الموضع الأول هو دير السيدة العذراء مريم للرهبان الأقباط الارثوذكس بوادي النطرون والمعروف بدير السريان، بينما الموضع الثاني هو دير القديس العظيم الأنبا انطونيوس للرهبان الأقباط الارثوذكس بالبحر الأحمر، والموضع الثالث هو دير الانبا ابوللو المندثر، والموضع الرابع هو بعض المخطوطات القبطية ترجع الى سنة 892 و897 و990.
- المتخصصون يرون أن أيقونات العذراء المرضعة نشأت في مصر
واوضح أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد، أن المتخصصين يرون أن أيقونات العذراء المرضعة نشأت في مصر اولا قبل ان تنتقل إلى بقية كنائس العالم.
وعن سبب رسم تلك الايقونة، أوضح أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومتخصصيها في الفنون القبطية وخصوصا فن رسم الأيقونات إثبات ناسوت المسيح الكامل، فبعض الهرطقات كانت تنكر ان يكون للمسيح جسد وهو ما يضرب عقيدة التجسد والفداء عن بكرة أبيها، فأرادت الكنيسة أن تحارب ذلك الفكر بايقونات العذراء المرضعة التي تثبت من خلالها أن للمسيح ناسوت كامل وجسد كامل، وكان يفعل كبقية بني الانسان من الأطفال حيث كان يتغذى عن طريق الرضاعة من ثدي والدته كان طفل بشري طبيعي.
وأوضح أن أول من وقع في بدعة عدم وجود جسد حقيقي للمسيح كان الغنوسيين او الداخلين إلى المسيحية من خلفية غنوسية ، وخصوصا فرقة الخياليين او الدوستيين، والذين نادوا بأن المسيح كان له جسد أثيري او خيالي وهو ما يعطي إيحاء أن ذلك الجسد لم يكن له أن يلمس او يمسك، وبالتالي فلا مجال الى ان يتعرض السيد المسيح للقبض عليه والجلد والصلب فكيف يعلق على الصليب، وهو بلا جسد وكيف يقبر في قبر وهو بلا جسد حقيقي، وهذا كله ضد العقيدة المسيحية.