يأجوج ومأجوج.. أسطورة الرعب القادم في زمن الغفلة
يعد يأجوج ومأجوج من علامات الساعة الكبرى، كما عُرف وأنزل في جميع الأديان السماوية، وهما من إحدى علامات الساعة من الهول والرعب وفي قلوب الخلق أجمعين، لما لهم من ماض أخبرتنا به الأديان، من كونهم سيعيثون فسادًا في الأرض عندما يخرجون، فهم من أكثر أهل الأرض شرًا وفسادً، وغلظة.
حقيقة وجود يأجوج ومأجوج
تعددت الآراء حول تواجد يأجوج ومأجوج الآن، وأصبح موقعهم يشغل الكثير من العلماء، يقال إنهم في الصين، ويقال أنهم في اليمن، والبعض لا يؤمن أنهم من البشر وأنهم مجرد أشعة نووية سيطلق لها العنان في اليوم الآخر، عرفوا بعشفهم للدماء والحروب.
هم قوم اتسموا وعرقوا بكثرة العدد، فقيل أن الواحد منهم لا يموت إلا وترك ألفا من نسله من بعده، فلو قُسم الناس لعشرة أجزاء لكان يأجوج ومأجوج التسعة وبقية الخلق هم الواحد.
ومن كثرة عددهم فإنهم لو مروا على بحيرة وفيرة الماء لشربوها حتى مر أخرها ليقول لقد كان بهذه مرة ماء.
يعيشون في الأرض شرًا وفسادًا فيهلكون الحرث والنسل ويقتلون الناس ويملئ نسلهم الأرض، ويقولون لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء، فيلقون بنشابهم للسماء فيعيدها الله عليهم مخضبة بالدماء ويحصرون نبي الله عيسى عليه السلام وأتباعه فيعتصمون في جبل الطور، ويصيبهم التعب والجوع ثم يتضرعون إلى الله لينقذهم من بطشهم فيستجيب الله لدعائهم.
هم قوم كُثر غلاظ من نسل يافث ابن نوح، وكان له مشرق الأرض أي الشمال والجنوب والشرق من قارة آسيا، فأنجب ياقث الأودلا، وعمرت ذرية هؤلاء الأولاد تلك الأراضي، وكان يأجوج ومأجوج قوم عظاما من نسله، إمتيازوا بكبر العضد وغلظة الطباع ونشرهم الفساد فيمن حولهم.
معنى اسم يأجوج ومأجوج
وقد جاء الاسم من أُوج وهو ما يعني التأجج والاشتعال القوى السريع، فهم يشبهون النار في الهشيم تأكل كل من حولها، فلا تبكي ولا تذر.
بلغت قسوتهم وحدة طباعهم وفسادهم وشرهم وغلظتهم، أنه قيل أنهم ليسوا ببشر، وتعددت المقولات حول ذلك، ولكن الحقيقة، أنهم بشر ولكن شرهم الأكبر وفسادهم الغير موصوف أخرجهم من دائرة الإنسانية والرحمة، وجعلهم الله من فجرهم وبشاعة وجودهم علامة من علامات الساعة الكبري.
صفاتهم الشكلية
هم قوم صغار العيون، دائرية عريضة مفلطحة، وجوههم غليظة، جلودهم ولحومهم كبيرة، نسلهم ضخم وكذلك عددهم.
وفقا لما تحدثت عنه بعض الكتب، كان في زمان الملك ذي القرنين أحد ملوك الأرض في حقبة من الزمن، وكان مسلما مؤمنا بالله، وكان يدعو الله وينشر الإسلام في كل مكان، وإن أكرموه واستجابوا للدعوة أكرمهم، وإن حاربوه حاربهم، وأخذ أموالهم وأرضهم.
فصار حتى بلغ مطلع الشمس فوجد فيها قوم بين السدين أو بين الجبلين، وقيل في بعض الروايات والكتب أن الجبلين كان يخرج من بينهم قوم يعيثون فسادًا، وكان قوم ما بين السدين هم أقرباء لهم وأبناء عمومتهم.
قد ضاقوا زرعا بفسادهم وقتلهم وشرهم وحدتهم، وإهلاكهم الحرث والنسل وترويع الآمنين وإشاعتهم الرعب والفزع بين كل من قابلهم أو عاش بجوارهم فعرضوا على ذي القرنين أن يجعلوا له ضريبة يدفعونها من أموالهم له بشرط أن ينبي لهم بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدًا يمنعهم عنهم ويحميهم من شرهم، وبالفعل عندما وجد الملك ذي القرنين منهم ذلك الفساد، شرع في بناء الردم، واكتمل الردم.
وفي بعض الروايات قيل أنهم كانوا يعيشون في منطقة بين الجبال، وعندما اكتمل بناء الردم عليهم حفروا في الأرض أنفاقا وجحورا وعاشوا فيها، وقيل أنهم من كثرة عددهم ربما وصلوا لعمق الأرض بعيدًا عن سطحها.
موعد خروجهم
بعد خروج عيسي والدجال وتغلب عيسي عليه وقتله، فيخرج قوم وينتشرون في الأرض فيأتي اليوم الذين يتركون فيه الردم فيه بعدما عملوا جاهدين لهدمه ويطلع عليهم الصبح فيجدون الردم كما تركوه، فيهدمونه كاملا، ويخرجون إلى كل بقاع الأرض.
ويقال إنهم سيخرجون من الجبال والبراكين وكل فتحات الأرض حتى يغطوها، أي يخرجون من كل حدب ينسلون.
يرسل الله عليهم النغف وهو دود يصيب المواشي فيصيبهم في رقابهم فيقتلهم فلا يترك فيهم رجلا واحدا ومن كثرة عددهم فإن سيدنا عيسى عليه الصلاة وأتباعه إن نزلوا الأرض لم يجدوا منها شبرًا يمشون فيه من كثرة أعداد الجثث الهالكة حتى أنهم يغطون الأرض كلها، فيسألون الله أن يخلصهم من جثثهم كما خلصهم من بلائهم، فيرسل الله طيورًا طويلة الرقاب تحمل الجثث فتلقيها حيث شاء الله.
ثم ينزل مطرًا إلى الأرض فيغسلها من جثثهم وعفنهم كأنه الأرض البكر فيأمرها فتخرج من باطنها من خير وزرع ونعم.