بعد فوزها بجائزة الكويت التشجيعية 2021 طبعة جديدة لرواية «ولا غالب»
تصدر قريبا عن المركز الثقافي العربي ببيروت، الطبعة الثانية لرواية "ولا غالب"، للكاتب الروائي الشاب عبد الوهاب الحمادي الجديدة، والذي كان قد فاز بجائزة دولة الكويت التشجيعية للرواية 2021 عن الرواية.
وكانت الطبعة الأولي من رواية "ولا غالب" قد صدرت العام الماضي 2020.
كما كانت رواية عبد الوهاب الحمادي "لا تقصص رؤياك" الصادرة عن نفس الدار 2014 قد تأهلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2015، المعروفة باسم «جائزة بوكر العربية».
يشار إلي أن رواية "ولا غالب"، يثير مؤلفها الكاتب الكويتي عبد الوهاب الحمادي، الشجون حول قضية التاريخ الذهبي للدولة/الخلافة الإسلامية ــ العربية الغارق في المثالية والكمال. عن تلك الصورة الذهنية المتخيلة لدي العرب/المسلمين عن ماضيهم وأمجادهم حيث سادوا العالم شرقا وغربا ووصلت فيه فتوحاتهم لأقاصي الدنيا، وفي القلب منها الأندلس، والتي ظلت تحت الحكم العربي الإسلامي لمدة تقارب الثمانية قرون. ولم يتوقف أحد أمام هذه الصورة المثالية المليئة بالفخر المقترن بالشجن والحسرة عن ضياع هذه الحضارة ليسأل نفسه أو التاريخ، وماذا عن من كانوا هنا علي هذه الأرض ومن سكنوها قبل أن تأتيهم هذه الفتوحات والتي يراها أصحاب الأرض الأصليين أنها احتلال من قبل أجانب أغراب عنهم وعن قارتهم من الأساس.
ينسج "الحمادي" روايته من خلال رحلة ضمت ثلاثة كويتيين أثناء زيارتهم لأسبانيا، أحدهم عروبي قومي، والثاني داعية سلفي، أما الثالث فهو طبيب هارب من ذاكرته المتخمة بالألم وأوجاع مفارقته زوجته بالموت.
دليلهم السياحي شاب ممزق الهوية بين أصله الفلسطيني وحنينه للكويت مسقط رأسه وبغضه لأسبانيا المهاجر إليها ويري أنه عندما تتحرر وتعود دولة الأندلس ستعود القدس!
هنالك أيضا شخصيات غير مرئية في الرواية نتعرف عليهم ونسمع أصواتهم العاكسة لأفكارهم وتوجهاتهم، طبيعتهم البشرية والشخصية من خلال الرسائل التي يتبادلونها مع الكاتب/ الرواي، والذي يستعين بتعدد الرواة لطرح كافة الأصوات والآراء، ومنظورها نحو التاريخ والأدب والثقافة السياسة. ومن بين هذه الشخصيات كاتبين يتبادلان الإتهامات والفضائح من خلال رسائلهم للكاتب والذي يعرض عليهم روايته التي يرويها لنا ولهم في الوقت نفسه، كما يعرض لكلا منهما رسائله للأخر ورأيه فيه. وهو ما نتوقف عنده فهذه الرسائل الكاشفة تفضح الكثير عن كواليس حال الثقافة العربية ومثقفيها، سواء فيما يخص بروز ظواهر بعينها كالجوائز والمحاباة التي تحكمها، أو النشر والنقد وكيف تحول هو أيضا إلي مصالح متبادلة بين الجميع.