مدير «مكتبة القاهرة»: لدينا 200 ألف عنوان مقابل رسم دخول 2 جنيه
يعاني مشهد القراءة في مصر من التعثر بسبب ارتفاع أسعار بيع الكتاب، المسألة التي أصبحت تمثل عائق على شريحة قرائية أعمارها بين 13 و 25 سنة. واستطاعت المكتبات العامة في مصر خلال تلك المرحلة أن تسد ذلك الفراغ.
من أبرز تلك الأماكن مكتبة القاهرة الكبرى في الزمالك، مع رسم دخول هو الأقل في مصر لأي مكتبة عامة، 2 جنيه فقط لا غير لغير الأعضاء، و50 جنيه سنويا للأعضاء، ما يسمح لهم بالاستفادة من جميع خدمات المكتبة، التي تضم بين جنباتها 200 ألف كتاب.
مدير مكتبة القاهرة الكبرى، ياسر عثمان، يؤكد على ثبات رسم دخول المكتبة، لافتا إلى ضرورة مجانية الثقافة. وأهمية اتاحة تراثها الفكري للجميع.
يضيف ياسر عثمان لـ "الدستور"، أن رسم عضوية المكتبة 50 جنيه في السنة، مقابل كارنيه معالج بخاصية الـ rfid:"نحنأول مكتبة عامة تطبق هذه التكنولوجيا في مصر ثم لاحقا نفذتها مكتبة الاسكندرية".
تقنية الـ Rfid هى أحدث التقنيات المستخدمة، بعد تقنيات الـ Barcode، والـ QR code، وهى تعني تحديد الهوية باستخدام موجات الراديو، بالاعتماد على جهاز يسمى RFID Tags .
يشير ياسر عثمان إلى أن استخدام أحدث تقنية في تحديد هوية الأشياء له مميزات عديدة، أبرزها أن الجرد السنوي لعدد 200 ألف كتاب يحتاج لغلق المكتبة لمدة قد تصل إلى ستة أشهر، وهو ما حدث بالفعل قبل 2011، مضيفا:"اليوم مع التحول الرقمي، الجرد يتم في يوم أو يومين، لأن تقنية الـ Rfid مع استخدام جهاز يمرر على القاعات خفضت توقيت الجرد إلى يوم أو يومين".
يضيف ياسر عثمان:"رقمنة المحتوى الموجود في المكتبة ساهم أيضا في تسهيل عملية الإطلاع؛ لدينا خرائط لمدينة القاهرة ترجع للقرن الرابع الميلادي، بل لدينا أقدم خرائط لمدينة القاهرة، وهناك خرائط لأحياء المدينة توثق التغيرات الجغرافية بتتاعب السنوات، وبعد رقمنة ذلك المحتوى أصبح الباحث يستطيع مشاهدة خرائط الأحياء قبل وبعد دون أن يحتاج لتصفح خرائط ورقية قد يصل عرضها إلى بضعة أمتار".
يتكون القصر الذي يحتوي المكتبة من ثلاثة طوابق علوية، بجانب طابق سفلي وآخر تحت الأرض، وللقصر أربع وجهات، تعد الرئيسية منها الواجهة الغربية التي تشرف على شارع محمد مظهر، ويتوسطها المدخل الرئيسي والمصنوعة سلالمه من الرخام الحديث، أما الواجهة الجنوبية فتطل على داخل القصر، بينما تطل الواجهة الشرقية على الحديقة داخل القصر.
أما في ما يخص الصالة الرئيسية ضمن الطابق الأول، فهي عبارة عن صالة يوجد في داخلها سلم يؤدي إلى الأدوار العليا، وفي داخل تلك الأدوار مجموعة من الغرف والقاعات المتأثرة بالطراز الأوروبي، فزخارف الصالة عبارة عن زخارف ذات أشكال أوراق نباتية، وزخارف تبدو بأشكال أطباق نجمية.. كما رسمت شرق هذه الصالة زخارف نباتات معقدة على الجدران.
ويتكون الطابق الثاني في المكتبة، من قاعة علوم وتكنولوجيا بمختلف فروعها، بينما يضم الطابق الثالث قاعة للصوتيات والمرئيات بجانب مجموعة من أجهزة الـدي في دي (DVD)، وأجهزة التسجيل الصوتي لسماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام التسجيلية والندوات، والمكتبة المسجلة، بالإضافة إلى القنوات الفضائية.
وهنالك في الدور السفلي، والذي يقبع "تحت الأرض" معظم الكتب التي تتألف منها المكتبة، وتحتوي حجراته على نحو 200 ألف مجلد وكتاب، أبرزها إصدارات الهيئة العامة للكتاب، ومكتبة الأسرة، والهيئة العامة لقصور الثقافة، وغيرها من إصدارات وزارة الثقافة، والعديد من كتب التراث، والمعاجم الشهيرة، والكتب الأكاديمية الهامة، وهناك أيضا غرف الخدمات الفنية وقاعة للطفل وقاعة عامة للندوات والتي تتسع لـ 200 مقعد وتصلح لعرض الأفلام والمؤتمرات والمسرح.