حولت سيارتها لمشروع تنويري.. «مكتبة مها» ثقافة وباب رزق (فيديو)
لم تقف مكتوفة الأيدي، أمام الأعباء الحياتية التي تزداد يومًا بعد يوم، لتفكر كيف تساند زوجها وتعمل في مجال تستطيع من خلاله أن تراعي أبنائها الصغار، لتخوض مغامرة وتحدي كبير، وكفاح تشارك فيه أفراد الأسرة.
في أحد شوارع منطقة سموحة شرق الإسكندرية، تقف «مها» أمام سيارتها الصغيرة، التي تكسوها الكتب والروايات من جميع الجهات، بجوارها ثلاث فتيات صغار، منهمكات في ترتيب الكتب، فهو مشروع الأسرة البسيطة في تحويل سيارتهم الصغيرة المتهالكة لمكتبة متنقلة لبيع الكتب.
«الشغل مش عيبب، وربيت أولادي على المشاركة»، بتلك الكلمات بدأت مها صلاح الأنصاري، بكلوريوس تجارة شعبة محاسبة، صاحبة مشروع بيع الكتب داخل سيارتها، حديثها لـ«الدستور»، متابعة أنها متزوجة ولديها 4 أبناء، ولد وثلاث فتيات، جميعهم في مراحل التعليم المختلفة وزوجها أيضًا حاصل على بكالوريوس تجارة، ولكنه يعمل في عمل بسيط، ليس في مجال تخصصه.
تقول «مها» إنها تساعد زوجها في الأعباء الحياتية بسبب الظروف الاقتصادية التي يمرون بها، من خلال مشروع صغير يتشارك أبنائها معها في العمل فيه لتغرس فيهم حب العمل وأن يكونوا عونًا لأبيهم، وأن يتغلبوا على أي معوقات في طريقهم للوصول إلى هدفهم واستكمال دراستهم، وأن يكونوا أفراد صالحة في المجتمع.
وأضافت لـ«الدستور»: «أردت أن أجعل أولادي يعتمدون على أنفسهم، وأوجه طموحاتهم في الحياة لأشياء أخرى، حيث إنني لا أستطيع أن أوفر لهم اشتراك نادي رياضي، أو حياه ترفيهية، ولكي لا أسبب لهم حالة نفسية، وجهت طاقتهم بالتغلب على تلك الظروف بالاعتماد على أنفسهم والمشاركة في المجتمع مشاركة إيجابية للتغلب على الظروف التي فرضت علبهم لإكمال مسيرتهم في الحياة».
وأوضحت أن الفكرة جاءت عندما أردات أن ترقي بمستوى أبنائها الثقافي على قدر المستطاع، «معاذ، يسر، بتول، سويدا»، جميعهم في مدارس تجريبية لغات حكومية، وفي فصل الصيف يكونوا في المنزل ولديهم وقت فراغ كبير، ففكرت أن تنمي بداخلهم حب القراءة، حيث إن والدهم قارئ وهي هوايته المفضلة، وبدأت توجيههم إلى تلك الهواية عن طريق مجموعة من القصص أحضرتها لهم لتحببهم في القراءة مثل ما كان والدها يفعل معها في سن صغير، وفرحوا بها وبدأو يرتبطون جميعًا بحب القراءة.
واستكملت حديثها قائلة: تبادر إلى ذهني أن تكون تلك الهواية المحببة لنا جميعًا هي فكرة لمشروع خاص بالقصص والكتب وتوجيه للقراءة، ونتشارك أنا وأبنائي في ذلك المشروع، حيث رحبوا جميعًا بالفكرة التي بدأت بطاولة صغيرة وضعتها أسفل منزلها حملت مجموعة من القصص والكتب البسيطة وكان مسؤول عنها ابنها «معاذ» وكان حينها في الصف الرابع الابتدائي، وكانت تساعده شقيقته الصغرى»، مضيفة بعد الإقبال الكبير على شراء القصص قررنا أن نحضر الروايات بجانب القصص، وبدأت الطاولة الصغيرة تكون هي المكان الذي نتجمع فيه جميعًا لبيع الكتب.
وتابعت اقترحت على أبنائي وزوجي أن نستغل السيارة الصغيرة التي امتلكها، وهي وسيلة توصيل أبنائها للمدارس، في مشروع، لتكون مكتبة متنقلة تضم مجموعة من الكتب والروايات والقصص المتنوعة، حيث تظل السيارة لا تعمل طوال شهور الصيف، فتوجهت بها لمنطقة راقية يكون بها فئة مجتمعية وعلمية مختلفة وجعلت منها مكتبة صغيرة تحتوي على جميع أنواع الكتب والروايات.
وأشارت إلى أنها تقف بسيارتها الصغيرة بمنطقة سموحة شرق الإسكندرية، منذ ثلاث سنوات ومعها بناتها الثلاث، فيما استقر نجلها على طاولة بيع الكتب أسفل المنزل، مشيرة إلى أنها وجدت دعما من الناس وتشجيع على الفكرة، حتى من لا يقدم على الشراء يقف لدعمي بمجاملة رقيقة بأنني سيدة وأم وتقف بمساعدة بناتها لتكسب رزق حلال.
ولفتت إلى أنها اختارت بيع الكتب خاصة، لأنها سلعة تحاول من خلالها الارتقاء بأبنائها وخاصة الفتيات، قائلة «هذا ليس تقليل من أي عمل أو سلعة أخري، ولكن اخترت سلعة اختار من خلالها الفئة التي سوف تتعامل مع أولادي وهي الفئة المثقفة القارئة».
تتمني «مها» أن مشروعها الصغير يتطور وان يكون لها كشك صغير بديلًا عن السيارة لبيع الكتب قائلة «نفسي المشروع يكبر ويكون ليا مكان بدل وقفة الشارع، البنات بتكبر ووقفة الشارع بتكسفهم أتمني يكون ليا مكان يصون البنات ويكون مصدر دخل لنا لتربية الأولاد تربية صالحة بمجهودنا وعملنا».