روسيا: نمضي قدمًا في دعم خطط الدول الإفريقية لتحقيق التنمية المستدامة
قال فيرمين نجريبادا، رئيس وزراء جمهورية إفريقيا الوسطى، إن العام الماضي شهد تطورًا في العلاقات بين جمهورية أفريقيا الوسطى وروسيا، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التعاون على كافة المستويات بما فيها المجال الاقتصادي وبناء الشراكات التي تتيح الفرص للقطاع الخاص الروسي لتنفيذ المشروعات في دولتنا، في ظل توافر فرص ضخمة للاستثمار الأجنبي المباشر، وأنظمة قضائية لحماية مصالح المستثمرين.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة "روسيا – أفريقيا"، التي عُقدت ضمن فعاليات منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي في دورته الرابعة والعشرين، بحضور الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي ممثلاً عن مصر.
وفي السياق، قال ميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إن قمة "سوتشي" في 2019 مثلت نقطة انطلاق قوية للعلاقات الروسية مع قارة أفريقيا للتوسع في مجالات التعاون المختلفة، واستمرار عقدها كل ثلاث سنوات يمثل حلقة هامة من تقدم هذه العلاقات وتطورها، مشيرًا إلى أن روسيا حققت تقدمًا كبيرًا في العلاقات لمساعدة دول قارة إفريقيا على مواجهة جائحة كورونا، وأنها تمضي قدمًا في دعم خطط هذه الدول لتحقيق التنمية المستدامة من خلال الشراكات المختلفة.
وأكد إدوارد نجيرينتي، رئيس وزراء جمهورية روندا، أنه لا شك فهناك علاقات تاريخية بين روسيا وقارة أفريقيا وهي تنمو بشمل مستمر، موضحًا أن منتدى سانت بطرسبرج يأتي في وقت يكافح فيه كافة العالم للتغلب على تداعيات جائحة كورونا، التي أثرت سلبًا على العلاقات الإفريقية الروسية لاسيما على المستوى التجاري والاستثماري.
وذكر أنه رغم الجائحة فإن رواندا والعديد من دول أفريقيا تحتفظ بمعدلات نمو قوية وفرص ضخمة للاستثمار يمكن استغلالها من هلال الشراكات بما يمكننا من تحقيق الإزدهار لشعوبنا في إطار استراتيجية 2063.
وشهدت الجلسة مداخلات من العديد من الشركات الخاصة الروسية التي طالبت الحكومة الروسية بضرورة تعزيز ضمانات المخاطر، والضمانات السيادية، لتشجيع شركات القطاع الخاص الروسي، على العمل وتنفيذ المشروعات التنموية في قارة أفريقيا، كما اقترحوا تدشين صندوق استثمار يعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي مع دول قارة إفريقيا.
العلاقات الروسية الأفريقية
شكلت القمة الروسية الإفريقية الأولى التي عقدت في أكتوبر 2019 برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس فلاديمير بوتين، نقطة تحول استراتيجية في العلاقات المشتركة، لدعم التنمية في القارة والعلاقات المشتركة، ونتيجة لهذه القمة اعتمد القادة والرؤساء المشاركون أهدافًا لتطوير التعاون الروسي الأفريقي على كافة المستويات، وخلالها تم توقيع 92 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقيمة تريليون روبل روسي.
في 2017 أصبح مركز التصدير الروسي ثالث أكبر مساهم في مؤسسة مالية غير إفريقية وهي أفريكسيم بنك مما سمح بتعزيز العلاقات الاستثمارية والتجارية والاقتصادية بين روسيا ودول أفريقية، وتعمل روسيا على تطوير عدد من المشروعات مع البنك بما في ذلك مشروعات لتطوير البنية التحتية الصناعية ومشروعات التحديث في نيجيريا وأنجولا. ويسجل حجم التبادل التجاري الروسي الأفريقي 20 مليار دولار وماتزال محدودة، وفي يناير سبتمبر 2020 وبسبب جائحة كورونا هبط التبادل التجاري بنسبة 20.5% على أساس سنوي ليسجل 8.9 مليار دولار.
ويعد منتدى سان بطرسبرج الاقتصادي الدولي، الذي يعقد من 2-5 يونيو الجاري، حدث تجاري واقتصادي ينظم سنوياً في مدينة سانت بطرسبرج بروسيا منذ عام 1997، وتحت رعاية الرئيس الروسي منذ عام 2005، ويعد المنتدى منبراً عالمياً رائداً للتواصل بين ممثلي أوساط الأعمال ومناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية التي تواجه روسيا والأسواق الناشئة والعالم.