«الروم الملكيين» في مصر يحتفلون بخميس الجسد الإلهيّ
تنظم الكنيسة الرومية الملكية بمصر، اليوم، احتفالات الخميس الثاني بعد العنصرة وخميس الجسد الإلهيّ.
ويقرأ المسيحيون الروم الملكيين في مصر، عدة قراءات روحية على مدار اليوم كالآتي رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 32-23:11، و إنجيل القدّيس يوحنّا 54-48:6.
- العظة في كنيسة الروم الملكيين
وتأتي عظة القداس اليوم، من تأملات وأقوال وعظات القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الذي عاش في الفترة (نحو 345 - 407)، وهو أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة، وتحديدًا العظة 24 عن الرّسالة الأولى إلى أهل كورنتُس، تحت شعار «هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس».
وقال:" يبرهن المُحِبّون في هذا العالم عن كَرَمِهم من خلال تقديم الأموال والثياب والهدايا المتنوّعة؛ غير أنّه ما من أحد يعطي دمه. أمّا الرّب يسوع فقد أعطاه، وهو بذلك برهن عن حنانه تجاهنا وحرارة محبّته لنا. بحسب الشريعة القديمة،... كان الله يقبل دم الذبائح، إنّما فعل ذلك ليمنع شعبه من تقديمه للأوثان، وفي ذلك، بحدّ ذاته، برهان لحبّه الكبير. لكنّ الرّبّ يسوع المسيح كان قد بدّل هذه الشعائر... فالضحيّة ما عادت هي نفسها، لأنّه قدّم نفسه ذبيحةً.
واضاف:" هذا ما كان ظاهرًا في البدايات: "وكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة، لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم". إن الرّب يسوع المسيح قد جاء ليبحث عنك، أنت يا من كان بعيدًا عنه، وهو يريد أن يتّحد بك، وأنت، ألا تريد أن تتّحد مع أخيك؟... تنفصل عنه بشدّة، بعد أن حصلت من الربّ البرهان عن حبّه العظيم! في الواقع، فهو لم يعطِنا جسده وحسب؛ بل بما أنّ جسدنا المأخوذ من التراب كان قد فقد الحياة ومات بسبب الخطيئة، أدخل إليه مادّةً جديدةً كأنّها خميرة، إن جاز التعبير. وهذه المادّة هي جسده الخاصّ، الّذي هو من طبيعة جسدنا، ولكنه منزّه عن الخطأ ومملوء حياة. ولقد أعطاه إلينا أجمعين، حتّى إذا تغذّينا من هذه المائدة بالجسد الجديد... يمكننا أن ندخل الحياة غير المائتة.
- تذكار نيكيفورس المعترف
كما تحتفل الكنيسة اليوم أيضا، بتذكار القدّيس الشهيد لوكليانوس، الذي استشهد في عهد الإمبراطور اورليانوس في نيكوميذية، وكان قبل تنصّره كاهناً للأوثان.
- تاريخ كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
هي كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بشخص رئيسها البابا.
الموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو الشرق الأوسط، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد المغترب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتورجية لهذه الكنيسة فهي اللغة العربية.
لدى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك درجة عالية من التجانس العرقي، حيث تعود أصول الكنيسة في الشرق الأدنى، خصوصًا في سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ينتشر الروم الملكيين الكاثوليك حاليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الهجرة المسيحية والاضطهادات.