«الأهرام»: تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى حول سد النهضة لا تخدم أى قضية
أكدت صحيفة "الأهرام" أنه لو علم رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد أن تصريحاته الأخيرة حول مصر والسودان وسد النهضة لا تخدم أي قضية، ولا تحقق له هو نفسه، ولا لبلاده، أي فائدة، بل ربما تعكس ترددًا وقلقًا واضطرابًا، لما نطق بحرف واحد منها.
وأوضحت في افتتاحيتها الصادرة، اليوم الأربعاء، بعنوان "تصريحات إثيوبية مضطربة"، أنه قبل يومين، وفي وقت يترقب فيه المجتمع الدولي أي خطوة من شأنها إنهاء التوتر الذي خلفته التصرفات والتصريحات الإثيوبية غير المسئولة حول قضية سد النهضة، أطلق أبي أحمد- الحاصل على جائزة نوبل للسلام- تصريحًا مستفزًا، لا علاقة له بالسلام، ولا بالرغبة في تسوية أي قضية، هدد فيه بأن بلاده لا تعتزم بناء سد النهضة وحده، بل ستبنى مائة سد، وكأنه بذلك يظن أن هذا التصريح يمكن أن يحدث أثرًا نفسيًا سلبيًا في الأوساط السياسية بالقاهرة أو الخرطوم.
ولفتت الصحيفة في هذا الإطار إلى أن وزارة الخارجية كانت محقة وموفقة تمامًا في البيان الذي أصدرته، مساء أمس الأول، ردًا على تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، حيث صرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم الخارجية، بأنها تصريحات مرفوضة، وتكشف مجددًا عن سوء نية إثيوبيا، وإصرارها على التعامل مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشارك فيها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومُسَخرة لخدمة مصالحها.
ونوهت "الأهرام" إلى أن مصر التي دائمًا ما تسعى للحلول السلمية، وبذلت قصارى جهدها لكي تبقى هذه القضية على طاولة المفاوضات، سبق أن أقرت أكثر من مرة، وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، بحق جميع دول حوض النيل في إقامة مشروعات مائية، واستغلال موارد نهر النيل من أجل تحقيق التنمية لشعوبها التي تصفها دائمًا بـ"الشقيقة"، إلا أنها أوضحت أيضًا، أن هذه المشروعات والمنشآت المائية يجب أن تقام بعد التنسيق والتشاور والاتفاق مع الدول التي قد تتأثر بها، وفي مقدمتها دول المصب، وهو أمر لا تزال أديس أبابا تتعامل معه بدرجة كبيرة من الصلف وسوء الفهم وانعدام التقدير، بدليل ما صرح به أبي أحمد، والذي يوضح للمجتمع الدولي بأكمله كيف أن هذا النهج المؤسف يضرب عرض الحائط بقواعد القانون الدولي الواجبة التطبيق.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأنه "يبدو أنه لا حياة لمن تنادي، وسيبقى قدر مصر أن تظل تتعامل بروية وحكمة وتعقل إزاء محاولات الاستفزاز هذه، إلى أن نصل إلى النقطة الأخيرة التي تحسم هذا الملف، قريبًا جدًا".