محمد المنسي قنديل.. ملك التنوير والسرد القصصي
مسيرة أدبية طويلة للكاتب محمد المنسي قنديل، الحائز على جائزة الدولة التقديرية بفرع الآداب 2021، عكف خلالها على البحث عن جذور الشخصية العربية، وهل هي شخصية قابلة للتقدم والتطور أم أنها محكومة بمصير الهزيمة، وقد أثمرت رحلته في التراث العربي عن 3 كتب متنوعة هي "شخصيات حية من الأغاني"، "وقائع عربية"، و"تفاصيل الشجن في وقائع الزمن"، بعد ذلك كتب روايته الطويلة الأولى "انكسار الروح"، التي عكست الظروف والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والصراعات المعقدة التي شهدتها مصر في فترة الستينيات، وناقش عددا من الأحداث السياسية، وسلط الضوء على عدد من القضايا الهامة كالظلم والفساد والفقر والصراع من أجل العيش، وذلك في إطار من السرد القصصي.
محمد المنسي قنديل ابن مدينة المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية، مواليد عام 1949، استطاع أن يكمل رسالة جيل الستينيات بجانب جار النبي الحلو، سعيد الكفراوي، جابر عصفور، نصر حامد أبو زيد، محمد فريد أبوسعدة، محمد المخزنجي، وغيرهم، في حدود إمكانياتهم، مع إضافة ملامح مميزة، وتحرروا من كل القيود التي كانت تكيل جيل الستينيات، وقدموا إنجازا كبيرا على مستوى المجموع وليس على مستوى الفرد.
وبحسب المنسي قنديل؛ فهو مهموم بكل ما يعذب النفس المصرية والعربية، ولا يعنيه كثيرا أن يكون له شكل أدبي مميز عن باقي أدباء مرحلته، بقدر ما يعنيه أن يكشف الظلم الواقع على شعبه، فالأديب في نظره مهمته الأولى تنوير الناس بثلاث مراحل متعاقبة؛ الأولى أن يكشف نوع الظلم الواقع على النفس، والثانية أن يبين لهم من الذي يظلمهم ويستغلهم، وهنا يتحول الأدب إلى وثيقة اتهام، والثالثة أن يبين للناس طريق الخلاص.
6 روايات و9 مجموعات قصصية حصيلة أعمال الكاتب محمد المنسي قنديل، وكان لهزيمة 1967 تأثير كبير، إذ ألف عنها عدة روايات وقصص، تناول في بعضها الصراع السياسي والاقتصادي، وبعضها الآخر تناول التغيرات الاجتماعية وظروف المعيشة الصعبة.
تحولت إحدى قصص محمد المنسي قنديل وهي "الوداعة والرعب" إلى فيلم سينمائي بعنوان "فتاة من إسرائيل"، وفازت روايته الشهيرة "قمر على سمرقند" بجائزة مؤسسة نجيب ساويرس عام 2006، وترجمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى الإنجليزية ونشرتها، كما تحولت روايته "يوم غائم في البر الغربي" لمسلسل تليفزيوني بعنوان "وادي الملوك"، كما وصلت الرواية للقائمة القصيرة بالجائزة العالمية للرواية العربية 2010.