الروم الملكيين يحتفلون بالثلاثاء الثاني بعد العنصرة
تنظم الكنيسة الرومية الملكية بمصر، اليوم، احتفالات الثلاثاء الثاني بعد العنصرة، ويقرأ المسيحيون الروم الملكيين في مصر، عدة قراءات روحية على مدار اليوم كالآتي:
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12-4:4
إنجيل القدّيس متّى 21-15:7
وتأتي عظة القداس اليوم
من تأملات وأقوال وعظات القدّيس بِرنَردُس الذي عاش في الفترة (1091 - 1153)، وهو راهب سِستِرسيانيّ ومعلم في الكنيسة، وتحديدا من العظة 24 عن نشيد الأناشيد، تحت شعار:"كُلُّ شَجَرةٍ تُعرَفُ مِن ثَمَرِها" (لو 6: 44).
وقال:"إذا كنتم تؤمنون بالمسيح، اعملوا أعمال المسيح، لكي يحيا إيمانكم؛ فتُنشّط المحبّة هذا الإيمان، ويكون العمل له البرهان. أنتم مَن تدّعون المكوث في يسوع المسيح، يجب أن تسيروا مثله. إذا كنتم تسعون إلى المجد، وإذا كنتم تحسدون سعداء هذا العالم، وإذا كنتم تسيئون الكلام بحقّ الغائبين وإذا كنتم تردّون الشرّ بالشرّ، فهذه أمور لم يفعلها المسيح. تقولون إنّكم تعرفون الله، لكنّ أعمالكم تنفي ذلك: "هذا الشعب يكرّمني بشفتيه وأمّا قلبه فبعيد منّي" (أش29: 13؛ متى15: 8).
واضاف:"غير أنّ الإيمان، حتّى الإيمان القويم، لا يكفي لصنع القدّيسين ولصنع الأبرار، إذا لم يعمل في المحبّة. فمَن كان بلا محبّة يعجز عن حبّ العروس، كنيسة المسيح. ولا تستطيع الأعمال من دون الإيمان، حتّى الأعمال التي تُنفّذ في البرّ، أن تجعل القلب مستقيمًا. ولا يمكننا أن ننسب البرّ للإنسان الذي لا يُرضي الله؛ إذ إنّه "بِغَيرِ الإِيمانِ يَستَحيلُ نَيلُ رضا الله" (عب11: 6). فمَن لا يرضي الله، لا يستطيع الله أن يرضيه. لكن مَن يرضى بالله لا يستطيع أن يغضب الله. ومَن لا يرضى بالله، لا يرضى بالكنيسة العروس أيضًا. فكيف إذًا يكون بارًّا، مَن لا يحبّ الله ولا كنيسته التي قيل فيها: "فلذلكَ أَحبَتك العَذارى" (نش1: 3).
كما تحتفل الكنيسة اليوم أيضا، بتذكار القدّيس الشهيد يستينوس ورفاقه، و القدّيس يستينوس من مواليد نابلس في فلسطين. انتحل الايمان بالمسيح في عهد الإمبراطور ادريانوس (117-138). جاء روما وفتح فيها مدرسة وكتب كثيراً ضد الأضاليل الوثنية، وأضاليل هرطقات عصره. في سنة 150 قدّم دفاعه الأول عن النصرانية للإمبراطور انطونيوس. وسنة 155/160 كتب دفاعه الثاني، وقدمه لمجلس الشيوخ الروماني. استشهد ورفاقه حول سنة 165، في مدينة روما.
وكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك
هي كنيسة كاثوليكية شرقية مستقلة مرتبطة في شركة تامة مع الكنيسة الكاثوليكية في روما بشخص رئيسها البابا.
الموطن الأصلي لهذه الكنيسة هو الشرق الأوسط، وينتشر اليوم قسم من الروم الكاثوليك في بلاد المغترب، شأنهم في ذلك كشأن باقي مسيحيي الشرق. أمّا اللغة الطقسية الليتورجية لهذه الكنيسة فهي اللغة العربية.
لدى كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك درجة عالية من التجانس العرقي، حيث تعود أصول الكنيسة في الشرق الأدنى، خصوصًا في سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية. ينتشر الروم الملكيين الكاثوليك حاليًا في جميع أنحاء العالم بسبب الهجرة المسيحية والاضطهادات.
في الوقت الحاضر تصل أعداد أتباع الكنيسة في جميع أنحاء العالم إلى نحو 1.6 مليون نسمة. وخارج الشرق الأدنى، نمت الكنيسة الملكانيّة أيضاً من خلال الزاوج المختلط والتحول الديني. وفي حين أن التقاليد الطقوسية البيزنطية للكنيسة الملكانيّة الكاثوليكيّة تتشارك فيها مع التقاليد الأرثوذكسية الشرقية، إلاّ أنّ الكنيسة كانت جزءاً من الكنيسة الكاثوليكيّة منذ تأكيد اتحادها مع الكرسي الرسولي في روما عام 1724.