قصص العشاق في «السيرة الهلالية».. ما سر خلودها؟
قصص الحب في السيرة الشعبية هي إحدى أدوات بقائها وخلودها في وجدان الشعوب العربية، وتعد "السيرة الهلالية " و"سيرة عنترة" وسيرة "ذات الهمة" وغيرها من كتب السيرة الشعبية نموذجاً واضحاً وصريحاً ومعبراً عن ذلك.
ويمكن الإشارة إلى أن “السيرة الهلالية” أخذت خلودها من هذا المنحى، وهذا عبر تنوعها وتفردها في سردها لقصص الغرام، فهي لم تقف عند قصة عشق واحدة مثل "سيرة عنترة بن شداد" مثلا.
وتشيرالسيرة الهلالية إلى العديد من قصص الحب وتاتي قصة "عزيزة ويونس" كواحدة من أجمل القصص الشعبية، فعزيزة هي ابنة الوهيدي معبد، ويونس أحد شباب الهلالية وابن أخت أبوزيد الهلالي، إلى جانب قصة "عزيزة ويونس" تأتي قصة "سعدي ابنة الزناتي خليفة ومرعي".
يقول الشاعر والناقد محمد علي عزب إن السيرة الهلالية مسرودة شعرية عامية وعرفت بهذا في الأدب العربي؛ ويرجع ذلك إلى أنها تروى كشعرأكثر من كونها نص قصصي سيري شعبي.
وأضاف العزب أن السيرة جاءت في صيغة الشعر عبر شكلين، قدمها رواة وجه بحري في شكل الموال، وفي وجه قبلي أخذت شكل المربع الشعري.
وتابع: “الشعر العربي فيه شعر الغزل وهذا ما قدمته السيرة الهلالية وأضافت عليه فقد قدمت موضوع الحب وربطته بالجهاد، وظهر أبوزيد الهلالي ومرعي ويونس كفرسان وعشاق في نفس الوقت، لذلك النص الشعري في السيرة الهلالية لا ينفصل عن الفروسية”.
ومضى قائلا إن الحبيبة “الجازية عزيزة” في السيرة الهلالية بمثابة رمز للوطن الجامع إلى جانب أنها تمثل الشرف والقيمة وهذا تحقق في السيرة الهلالية في وقت مبكر جداً في مجتمعات صحراوية.
ويشير الباحث والأكاديمي خالد أبو الليل إلى أن سيرة "بني هلال" هي السيرة الوحيدة التي لا تزال تروى شفاهياً في المجتمع العربي حتى وقتنا الحالي فرغم وجود عدد من السير الشعبية العربية الأخرى، فإن معظم هذه السير قد ماتت شفاهياً، وظلت قرينة الكتب المدونة قبل وأثناء القرن التاسع عشر، ثم بقي منها على نحو ما يشير إلى ذلك إدوار لين 4 سير فقط في القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين، هي سيرة “الظاهر بيبرس”، و"عنترة بن شداد"، و"الأميرة ذات الهمة"، و"بني هلال"، ثم حدث أن ماتت السير الثلاث الأولى شفاهياً، خاصة من حيث الأداء الاحترافي واستمرت واحدة فقط هي السيرة الهلالية.