والقاهرة لعبت دورًا دبلوماسيًا مهمًا لنزع فتيل التوتر في المنطقة
مجلة أمريكية: «السيسي» استعاد دور مصر الإقليمي الرائد
أكد مجلة "مودرن دبلوماسي" الأمريكية، إن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادت دورها الإقليمي الرائد، وأعادت كل أنظار العالم نحوها، مشيرة إلى أنه في الأشهر الستة الماضية، شهدت البلاد حراكا دبلوماسيا واسعا واكتسبت أرضية على جبهات دبلوماسية مختلفة من ليبيا إلى غزة.
وذكرت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني أمس السبت، أعده الدكتور محمد فؤاد الخبير الاقتصادي وعضو مجلس النواب، أنه بعد أحداث الربيع العربي 2011، تقلص دور مصر الإقليمي في الشرق الأوسط حيث واجهت ضغوطًا متزايدة على جميع الأصعدة، ولكن الرئيس السيسي نجح في إعادتها مرة أخرى إلى المشهد السياسي.
وأضاف التقرير أن الأحداث الأخيرة التي شاركت فيها مصر، واتصالاتها الدبلوماسية من ليبيا إلى السودان ثم غزة، أجمعت على دورها الهام في نزع فتيل التوتر المنطقة؛ إذ سجلت البلاد نقاطًا متتالية على المستوى الدبلوماسي.
دور مصر في غزة
ولفت التقرير إلى أن مصر لعبت دورا مهمًا في غزة خلال الأحداث الأخيرة، بعد أن نجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى هدنة الأسبوع الماضي، قائلا: "عادت كل الأنظار نحو مصر حينها وبرزت القاهرة منتصرة حقيقيا رغم كل هذه الأحداث المؤسفة".
وتابع: "انتهجت مصر نفس السياسة الخارجية التي انتهجتها الموجة الجديدة من التطبيع العربي مع إسرائيل، وأشار العديد من المعلقين وقتها إلى أن مصر لن تكون ذات صلة بعملية السلام حيث ستزاحم نحو الغرب بموجب اتفاقية كامب ديفيد، ولكن يبدو أن هذا الادعاء لم يكن صحيحًا".
واستطرد الكاتب قائلا:" كان الوجود المصري القوي في الصراع في غزة وتنسيقها الدبلوماسي والاستخباراتي رفيع المستوى هو الذي أدى، في المقام الأول، إلى تخفيف التوتر."
العلاقات المصرية-الأمريكية
وأوضح التقرير أن الدور الذي لعبته مصر في غزة ساهم أيضا في توطيد العلاقات المصرية-الأمريكية وأبرز دور مصر لدى واشنطن، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي تلقى مكالمة هاتفية من نظيره الأمريكي جو بايدن مرتين في أسبوع واحد.
ولفت التقرير إلى أن هذا الدور ظهر أيضا في زيارة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إلى مصر في إطار جولته في الشرق الأوسط لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
إحياء التحالف التاريخي مع السودان
واستكمالا لدور مصر الإقليمي البارز في عهد السيسي، نوه التقرير إلى أن مصر أحيت تحالفاتها التاريخية مع السودان المجاور لمواجهة أزمة سد النهضة الاثيوبي، مشيرا إلى ان البلدين اجريا مناورات عسكرية مشتركة تحت مسمى "حراس النيل" بهدف " التعامل مع التهديدات التي يتوقع أن يواجهها كلا البلدين" بسبب تعنت إثيوبيا واصرارها على الملء الثاني للسد بشكل أحادي.
دور مصر في الأزمة الليبية
أما بشأن الأزمة الليبية، أشار التقرير إلى أن مصر لعبت دورا مميزا حيث استقبلت في فبراير هذا العام رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبدالحميد دبيبة ، وفي أبريل من نفس العام ، ترأس رئيس الوزراء المصري وفداً من 11 وزيراً ، في أول زيارة منذ اندلاع الربيع العربي في عام 2011.
وتابعت المجلة: أثار تبادل الزيارات الدبلوماسية خططًا لإعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس ، واستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين ، وعودة العمالة المصرية إلى ليبيا ، وتوقيع 11 مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في عدد من المجالات بما في ذلك البنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والنقل.