المؤرخ محمد عفيفي: مشروعي المقبل عن «السينما والتاريخ» بدأت كتابته قبل 2011
اقترب المؤرخ محمد عفيفي من إنهاء مشروعه حول السينما والتاريخ، وينتظر نشره في كتاب قريبا.
بدأ مشروع محمد عفيفي عن السينما والتاريخ بدراسة أجراها عن الفيلم كمصدر للتاريخ، وكيف يتم تحليله كوثيقة، سبق وقدمها في "لجنة السينما"، بالمجلس الأعلى للثقافة قبل عام 2011، أيام المخرج التسجيلي هاشم النحاس، ونشرت تلك الندوات التي قدمها للجنة في كتاب.
يضيف محمد عفيفي لـ "الدستور": أعدت نشر الدراسة في كتاب "تاريخ آخر لمصر"، ثم نشرت دراسة ثانية حول الصراع على السينما في مصر، وكيف حاولت ثورة يوليو السيطرة على السينما في إطار صراعها مع الملكية، ثم دراسة ثالثة عن يوسف شاهين، ابن ثقافة البحر المتوسط، ونشرتها في كتاب "تاريخ آخر لمصر".
يشير محمد عفيفي إلى أن كتابه المنتظر عن "السينما والتاريخ" يأتي على نسق كتاب لأستاذ كبير اسمه مارك فيرو، وهو مؤرخ فرنسي، وهو أول من وجه المؤرخين في فرنسا لدراسة السينما، وكيف أنها مصدر مهم للمؤرخين، وأصدر كتابا في تلك المنطقة، مضيفا:"اقترحت ترجمته على المركز القومي للترجمة وتمت ترجمته بالفعل قبل عامين تحت عنوان "السينما والتاريخ".
يوضح عفيفي سر اهتمامه بالسينما كمؤرخ:" تغيرت الكتابة التاريخية في العقود الأخيرة عالميا، لم تعد مهمة المؤرخ أن يكتب لمجتمع مغلق من الأكاديميين، أصبحت هناك فكرة المؤرخ الذي يصل بالتاريخ للشارع، للمواطن العادي، ومن هنا حدث تطور كبير في الغرب؛ أن الكتاب الأكاديمي لم يعد الوسيلة الوحيدة لنقل التاريخ، أصبح هناك البرامج الإعلامية، الصحافة، حتى أن هناك مؤرخين تحولوا إلى إخراج الأفلام الوثائقية والتسجيلية، وذلك ساهم في التوسعة من دائرة الثقافة التاريخية".
يرفض عفيفي التخوفات حول الاعتماد على مصادر غير تقليدية لكتابة التاريخ:" هناك تخوف قديم من جانب الأكاديميين في العالم كله وليس مصر فقط، فيما يخص مسألة تقديم التاريخ من جانب الرواية والدراما، لأن المواطن العادي يصدق ما يشاهد أو يقرأ، نتيجة ضعف الثقافة التاريخية لديه، لكن في الغرب أدركوا أن هذه مرحلة قصيرة، وأنه على العكس، تشجع الدراما والروية التاريخية القارئ العادي للقراءة، فيعود إلى الكتب التاريخية، بالتالي اكتشفوا أن ذلك من أسباب توسعة دائرة الثقافة التاريخية".