طارق فهمي: زيارة السيسي لجيبوتي تؤكد تحركاته الاستباقية في الملف الإقليمي
أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، أهمية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى جيبوتي من حيث التوقيت والتهدئة، لافتا إلى أنها جاءت متزامنة مع تطورات أزمة سد النهضة.
وأضاف فهمي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "أن الزيارة مرتبطة أيضا بزيارة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلنكين، إلى الشرق الأوسط، كما زار المبعوث الأمريكي للقرن الإفريقي مؤخرا 4 دول هي مصر وإريتريا والسودان واثيوبيا، حيث قالت مصر خلالها إنها بتكتشف الموقف في الشرق المنطقة".
وتابع: "كما تطور العلاقات الإثيوبية السودانية في سياق الزيارة، حيث إن جيبوتي دولة مهمة فيها عدد من القواعد البحرية، ولها علاقات جيدة مع مصر"، معتبرا أن الرئيس السيسي يقوم بتحركات استباقية واستراتيجية، مما يجعل لزيارة الرئيس أهداف استراتيجية عميقة.
وأشار إلى أن القاهرة تقوم بالتحرك في عدة اتجاهات، لسعيها لتوجيه رسائل متعددة، تخدم الاستراتيجية الاقليمية لمصر، وظهر ذلك حاليا من زيارة بلينكن، وتوجه السيسي إلى جيبوتي.
وكان الرئيس السيسى، أكد في وقت سابق اليوم انه أجرى مع الرئيس الجيبوتي مباحثات ثنائية مثمرة وبناءة، تناولت بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين مصر وجيبوتي على مختلف المستويات السياسية، والاقتصادية، والأمنية، والعسكرية، واتفقا على أهمية الانطلاق بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، من خلال زيادة معدلات التبادل التجارى بين البلدين، فضلاً عن تكثيف التعاون بمجال بناء القدرات من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
فيما أشار الرئيس إلى توافقهما على أهمية الإسراع بالإجراءات الخاصة بإنشاء المنطقة اللوجيستية المصرية فى جيبوتي خلال الفترة المقبلة، لتيسير تصدير مختلف البضائع المصرية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون فى القطاعات ذات الأولوية، خاصة في مجالات النقل وربط الموانئ، والصحة، حيث يجرى التنسيق بين الجانبين لإنشاء مستشفى مصري في جيبوتي، فضلا عن التعاون بمجال الاستزراع السمكي.
وأضاف السيسي: "كما اتفقنا على تيسير نفاذ المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الجيبوتية، والمضي قدماً بافتتاح فرع لبنك مصر في جيبوتي".
وتابع الرئيس المصري: "كما توافقنا كذلك على تكثيف جهودنا في مجال مكافحة الفكر المتطرف، وتأهيل الدعاة من خلال تكثيف نشاط الأزهر الشريف في هذا الشأن، بما يساهم في تعزيز الاستقرار في محيطنا العربي والإفريقي".