تاريخ العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر وجيبوتى
تشهد العلاقات المصرية الجيبوتية تطورا كبيرا في التباحث وتبادل الرؤى حول أهم التطورات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تتسم العلاقات بالمتميزة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وشهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورًا في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لا سيما خلال ترؤس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019.
ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر وجيبوتى منذ استقلال جيبوتى عام 1977 وكانت مصر من طليعة الدول التي افتتحت سفارة لها في جيبوتى.
العلاقات السياسية
وهناك تنامٍ على مستوى العلاقات السياسية الآن. ففي مايو الجارى شارك السفير المصري لدى جيبوتي محمد مصطفى عرفي في مراسم تنصيب الرئيس الجيبوتي "إسماعيل عمر جيلة" بمناسبة فوزه بولاية رئاسية جديدة.
وفي أبريل الماضي تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من إسماعيل عمر جيلة رئيس جيبوتي، أكد الرئيس السيسي خلال الاتصال موقف مصر الثابت بضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم وشامل حول ملء وتشغيل السد، وتم التوافق بشأن أهمية تسوية هذه القضية الحيوية لتفادي تأثيرها السلبي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.
كما تناول الاتصال التباحث بشأن عدد من موضوعات التعاون الثنائي بين البلدين، خاصة على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات البينية، وذلك في ظل التعاون الثنائي والإقليمي الممتد بين البلدين لتحقيق المصالح المشتركة وصون الأمن والاستقرار، خاصةً في منطقتي القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
وقدم الرئيس السيسي التهنئة إلى الرئيس جيلة بمناسبة إعادة انتخابه لولاية جديدة، معربًا عن تمنياته بخالص التوفيق والنجاح في مهمته لتحقيق التقدم المنشود للشعب الجيبوتي.
وأكد الرئيس جيلة اعتزاز جيبوتي بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين، لا سيما في ضوء حرص مصر المستمر على تلبية الاحتياجات التنموية لبلاده، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وفي 2019 أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا بنظيره الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة، عبر خلاله الرئيس السيسي عن تضامن مصر حكومة وشعبًا مع جيبوتي في مواجهة آثار الفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخرًا، مشددًا على استعداد مصر لإرسال مساعدات طبية وإغاثية لدعم الجهود الوطنية الجارية في هذا الشأن، كما أكد الرئيس السيسي لنظيره الجيبوتي اعتزاز مصر بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين.
وأيضا في 2019 شارك الرئيس السيسي في قمة ثلاثية مع كل من إسماعيل عمر جيلة رئيس جمهورية جيبوتي، وأوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وذلك تلبيةً لطلب جيبوتي وكينيا، انطلاقًا من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وكذا العلاقات المتميزة التي تجمع مصر بكل من الدولتين.
كما استقبل الرئيس السيسي وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية جيبوتي محمود على يوسف، في ٢٠١٩ الذي سلم الرئيس السيسي رسالة من الرئيس الجيبوتي، حول تطورات عدد من الملفات المتعلقة بالاتحاد الإفريقي والقضايا الإقليمية، خاصة المستجدات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي وتأثيراتها على حالة السلم والاستقرار بالمنطقة.
واستمرار للدور المصرى الرائد عربيًا وإفريقيًا ودوليًا وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أقلعت أمس الأربعاء، طائرتا نقل عسكريتان من قاعدة شرق القاهرة الجوية محملتان بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية المقدمة من جمهورية مصر العربية إلى دولة جيبوتى الشقيقة.
من جانبه، أعرب الجانب الجيبوتى عن تقديره للجهود المصرية الكبيرة ومساندتها للشعب الجيبوتى، مؤكدين على أهمية تلك المساعدات فى تخفيف الأعباء عن كاهل مواطنيها، ودعم الجانب الجيبوتى فى مواجهة التحديات التى يواجهها.
التعاون الاقتصادي
وفي مجال التعاون الاقتصادي، ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر وجيبوتى ليسجل 48.01 مليون دولار خلال 2018، مقابل 37.99 مليون دولار خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى.
وأوضح التقرير أن الصادرات المصرية إلى جيبوتى ارتفعت لتسجل 40.88 مليون دولار خلال 2018 ، مقابل 33.99 مليون دولار خلال 2017، وأشار التقرير إلى ارتفاع الواردات المصرية من جيبوتى لتسجل 7.13 مليون دولار خلال 2018، مقابل 3.99 مليون دولار خلال 2017.
وفى عام 2016، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الجيبوتى عمر إسماعيل جيلة التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون بين البلدين فى عدد من المجالات والقطاعات، تضمنت: "مذكرة تفاهم بين البلدين لتصدير واستيراد وعبور المواشى واللحوم، مذكرة فى مجال التعليم الفنى، اتفاق تعاون اقتصادى وفنى بين البلدين".
العلاقات الثقافية
وتميزت العلاقات الثقافية بين البلدين بالزخم، حيث استقبلت مصر بعثات دراسية جيبوتية، ووفرت العديد من فرص التدريب للكفاءات الجيبوتية من مختلف المجالات، ضمن البرامج التدريبية المقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، حيث يبلغ عدد مبعوثى الأزهر الشريف فى جيبوتى حاليًا اثني عشر مبعوثًا، بالإضافة إلى المنح الدراسية التى يقدمها الأزهر الشريف لطلاب جيبوتى.
واستجابت وزارة التعليم العالى لطلب وزير الخارجية الجيبوتى بزيادة المنح الجامعية والدراسات العليا المخصصة إلى جيبوتى لتصل إلى 15 منحة، بالإضافة إلى 10 منح فى الدراسات العليا للاستفادة منها العام الدراسى 2016/2017.