دار خطوط للنشر تطرح كتاب «الصورة الشخصية» والنسخة العربية لـ«سلطة اللسان»
صدر حديثا عن دار خطوط للنشر والتوزيع والترجمة٬ كتابين جديدين٬ الكتاب الأول بعنوان "الصورة الشخصية"، من تأليف طلال معلا.
يقدم كتاب "الصورة الشخصية" للباحث والفنان طلال معلاّ تجربة في سبر كنه البروتريه، الذي عاش منذ أن خدش الإنسان الإول وجه الصخر، ليصبح معلما وعلامة دالة على صاحب الجسد الذي يحمل هذه الملامح أو تلك. ومنذ نرسيس "الأسطورة اليونانية" التي صارت مدار بحث لعلماء النفس والتي اتسمت باسمها" النرسيسية" والكائن الفنان يتجلى في استدراج تلك الوجه التي تستهويه ليرسمها بطرائق عديدة تعكس طبائع أسلوبية كل فنان في تناول هذا الوجه أو ذلك.
فكانت الوجوه العلامة الأبرز في مسارات الفن الإنساني والتي أصبحت جزءًا من عظمة الفرد المرسوم سواء كان بطلا أو قائدا فذا أو ملكا، حيث ترك الفنانون موروثا هائلا من الممكن أن تتحدث عن تاريخانية تلك الحقب من أغطية للرأس أو طبيعة معينة للملابس والحلي وبعض صنوف التزيين.
جاء الكتاب ليقدم مناخات عميقة تدور حول الوجه وتمظهراته في الإبداع الآدمي، بشتى صنوف التقنيات، كالنحت والتصوير والتخطيط والعمل الطباعي، حيث يتحول الوجه في الكتاب كمادة معرفية من الممكن أن نحملها تحميلا مركبة من فلسفة وعلم نفس وطبائع تعبيرية متنوعة وعديدة.
ولم يترك الكتاب حقبة إلا ودار في فلكها من جوانب عديدة سواء كانت وجوه تعبر عن طقوس دينية أو صور لعظماء ومشهورين مشيرا إلى تقنويات إنجاز الصور وأمداء تأثيرها الجمالي والنفسي على الرسم والمرسوم والمشاهد.
أما الكتاب الثاني٬ فهو النسخة العربية لكتاب "سلطة اللسان"٬ من تأليف شيموس هيني٬ وترجمة أسامة إسبر. وشيموس هيني شاعر ومسرحي ومترجم أيرلندي حاصل على جائزة نوبل في ١٩٩٥. صدر له أكثر من عشرين كتاباً في الشعر والنقد والترجمة. من أعماله الشعرية: "موت عالم طبيعة" وكان هذا أول كتاب مطبوع له، "شمال" و"باب يفضي إلى الظلام"، "المقاطعة والدائرة"، "أرض مفتوحة"، "عمل ميداني"، و"مستوى الروح"، "حفر"٬ بالإضافة إلى العديد من الكتب المترجمة.
وصفه الشاعر الأمريكي روبرت لويل بأنه أعظم شاعر أيرلندي منذ ييتس، وكان هناك إجماع على أهميته بين معاصريه من النقاد والشعراء العالميين.يقدم شيموس هيني في هذا الكتاب درساً لمن يخلطون بين الشعر والسياسة، للذين لا يحتفون بالشعر من منطلقات فنية جمالية مترافقة مع الموقف من الحياة بل يتعاملون معه كبوقٍ و يُسيئون قراءته من منظور مواقفهم السياسية ويخلطون بين السياسة والفن ولا يعرفون أن يحددوا الشعرية في بعدها الجمالي.يضم الكتاب بين دفتيه مقالات نقدية حول شعراء كبار من بلدان مختلفة، من بريطانيا وإيرلندا والولايات المتحدة ومنطقة الكاريبي وروسيا وأوربا الشرقية، وفيها يقدم لنا شيموس هيني قراءته كشاعر وناقد ملم بتاريخ الشعر الأوربي والأمريكي والعالمي ويرصد تجلي الشعرية بالمعنى الجمالي الفني لدى الشعراء الذين يدرسهم دون أن يغفل السياق الاجتماعي والسياسي لحقبتهم، وبهذا المعنى ينظر إلى القصيدة على أنها نتاج لحقبة بالمعنى السياسي والاجتماعي والسيري، ونتاج للشعرية بالمعنى الفني، بالتالي إن الشاعر المؤثر في عصره هو الذي يجمع بين البعدين، أي لا يضحي بأحدهما على حساب الآخر.