محمد خميس لـ«الدستور»: العامية متصدرة المشهد لا مبدعيها
شهدت الفترة الماضية، هجوما من قبل البعض على قصيدة نثر العامية، إذ لا يعتبرها البعض شعرًا، ومازال الكثير من مثقفي مصر، لا يؤمنون بها، ولا بأهم الشعراء الذين كتبوها أمثال الشاعر الراحل مجدي الجابري، والشاعر مسعود شومان، والشاعر محمد علي عزب، وغيرهم.
وفي هذا السياق قال الشاعر محمد خميس لـ"الدستور": "تتفرد العامية المصرية بجماليات تجاوزت كون العامية لغة الأرض التى نحياها واقعا فتلفحنا شمس مفرداتها فائقة الشفافية لتعبر عن غور الغور فى صميم الروح البشرية الممزوج بوقع الأقدام على طين المعنى ليشكل صلصال الشعر لغة المفتون بتفاصيل اللون و جمال البيت وركن الجدران على أرواح الذكرى بصرٌ و بصيرة على جناح العامه منهم و بهم ممدودٌ بألسنتهم و تحولاتها المكانيه و كيف أستطاعت العاميه المصريه فى إتساق سمعى و بصرى أن تحمل المشهد معنيه بتفاصيل الروح منساقة وراء حقيقه أن المستهدف روح اللغه بإعتبارها داله على لغة التفكير وهى العاميه لا محاله، سعى بوعى لإدراك جماليات العاميه و جرأة فى الإطلاع علي عوالم كتابه وفضاءات أخري لا تتجاوز و لا تنحاز إلا لما هو جديد دون نفى للأخر".
وأضاف خميس: "فى العامية سياق آخر ليس ثورة على شكل الكتابه قدر كونها تطور المكان و الزمان نثر العامية بجمالياتة الجديدة إمتداد لمنجز العامية و ليس تمرداً على ما سبقها من أشكال الكتابه فى العامية و الدليل الإمداد".
وأشار في تصريحاته: "ثورات متعاقبة على أشكال الكتابه تحملها العاميه فى تاريخها يحمل المشهد بكل تفاصيله الحياتية و اليوميه فى وقته ومكانه وبإبتكارٍ مفرداتها وظلم المقارنة بين نثر العامية ونثر الفصحى هو نتاج عدم وجود حركة نقدية راصده لما تحقق العامية المصرية من جماليات و تحليقها فى فضاءات ناتجة عن الإحتكاك المباشر باليومى ومرونة الحياتى وأن الإيقاع الكونى لا يحده حد طالما كانت لغة التفكير هى لغة الكتابه ومنطقها، الأمر ليس موسيقى وإيقاع فالعامية تبتكر إيقاعاتها فى مرونة المفردة فيما هو صوتى مدركةً الزمان والمكان ولغة القول".
يذكر أن الشاعر محمد محمد خميس، من مواليد 1971، شاعر مصرى من أصول جنوبية، يقيم بمدينة الأسكندريه، له من الدواوين "بلابل صاج" 2000، "بأكتب على صفحة روحى" 2013، بلابل صاج إعادة نشر 2016، غزال ماشى فى صحرة روح 2017.