تقرير قبرصي يوضح كيف حافظ المصريون على طقوس الفراعنة في صباغة الملابس (فيديو)
يدير سلامة سالم متجره التقليدي للصباغة في مصر منذ عام 1975، والذي يعد آخر بيوت الصبغة التي تحافظ على حرفة النسيج القديمة التي ابتكرها المصريون القدماء.
وقال سالم في تقرير مصور نشرته صحيفة "قبرص ميل": “وظيفتي تعود إلى الفراعنة، حيث كنت أدير أحد بيوت الصبغة للعم سلامة، وهي الوظيفة التي استقريت عليها بعد تجربة عدد قليل من المهن الأخرى، بما في ذلك 9 سنوات قضيتها في الجيش”.
وأكدت الصحيفة أنه على الرغم من انخفاض الطلب على بضاعته بسبب المنافسة الصناعية ووباء فيروس كورونا، لا يزال سالم ملتزمًا بعمله، مصممًا على استمرار العنصر الحرفي في الحرفة المحتضرة، والإبقاء على أحد أقدم بيوت الصبغة في البلاد قائمًا.
وكانت صباغة الثياب معروفة في أواخر الأسرة الثالثة أو أوائل الأسرة الرابعة في عهد الفراعنة، وحتى عصر الدولة الحديثة.
وقد استخدمت عدة طرق لصباغة الثياب في عصر الفراعنة أقدمها طريقة "التلطيخ"، وفيها يوزع اللون في الثياب، ربما بمساعدة الطين أو الصلصال أو العسل.
كما استخدم قدماء المصريين أيضا عملية تسمى بالصباغة المزدوجة، وفيها تصبغ الألياف والخيوط أو الثياب أولا بلون معين، ثم تصبغ ثانية بلون آخر: للحصول على لون ثالث.
فاللون الأرجواني، مثلا، يتكون من اللونين الأحمر والأزرق؛ بينما يتكون اللون الأخضر باستخدام اللونين الأصفر والأزرق.
وقد قام الفراعنة بصباغة خيوط الغزل أو الأقمشة المنسوجة، ومن الممكن أن تُلاحظ أحيانا مساحات بيضاء، في القماش المنسوج، أسفل الأماكن التي مر فيها الخيط الرأسي فوق خيط أفقي.
وكان التبييض أيضا وسيلة فنية للزخرفة؛ لأن ارتداء ثوب أبيض كان لدى المصريين القدماء من دلالات الوضع الاجتماعي، وربما أيضا كدليل على النظافة.
ويمكن تقسيم مواد الصباغة في مصر القديمة إلى نوعين أساسيين وهم أصباغ المغرة والأصباغ النباتية، والمغرة هي طينة صلصالية مخلوطة من الأرض تتكون من أكسيد الحديد أو الصدأ.
ويتحول أكسيد الحديد الأصفر، بفعل الحرارة أو الحرق، إلى أكسيد الحديد الأحمر؛ كما يمكن أن يستخدم لتكوين ألوان الأصفر والأصفر البني والأحمر.