تقنية جديدة لتوليد الطاقة من شبكات الواي فاي

مع التطور الرقمي الذي يشهده العصر الحالي، تنامت الشبكات المحلية اللاسلكية (واي فاي) كوسيلة لتبادل البيانات بين الأجهزة الإلكترونية على نطاق واسع، وصارت تستخدم بترددات تصل إلى 4ر2 جيجاهيرتز، مع وجود فائض من هذه الإشارات اللاسلكية على نحو يتيح استخدامها في مجالات أو تطبيقات أخرى.

وطور فريق من الباحثين من جامعتي سنغافورة الوطنية وتوهوكو اليابانية تقنية جديدة تستخدم أجهزة دقيقة تعرف باسم "المذبذبات" لجمع الترددات اللاسلكية وتحويلها إلى طاقة لتشغيل الأجهزة الإلكترونية الصغيرة. 

ونجح فريق الدراسة في جمع كمية من الطاقة من إشارات الواي فاي لتشغيل صمام ثنائي مضيئ بشكل لاسلكي، ودون استخدام أي بطارية.

ويقول الباحث يانج هيونسو من قسم هندسة الكمبيوتر والإلكترونيات بجامعة سنغافورة الوطنية: "نحن محاطون بإشارات الواي فاي، ولكن عندما لا نستخدم هذه الإشارات للدخول على الانترنت، فإنها تكون غير نشطة، وهذا يمثل إهدارا كبيرا" مضيفا أن "الدراسة التي نقوم بها تمثل خطوة للأمام نحو الاستفادة من الإشارات اللاسلكية بترددات تصل إلى 4ر2 جيجاهيرتز بحيث تصبح مصدرا للطاقة صديقا للبيئة".

وأوضح قائلا إن "التقنية الجديدة تسمح بتشغيل الأجهزة الإلكترونية الصغيرة والمستشعرات بشكل لاسلكي بواسطة الموجات الترددية في إطار تقنية انترنت الأشياء". وأردف: "مع ظهور فكرة المنازل والمدن الذكية، فإن المشروع الذي نقوم به يفسح المجال أمام ابتكار تطبيقات للطاقة في مجالات الاتصالات والحوسبة وغيرها".

واي-فاي هو مصطلح يستخدم لتعريف أي من تقنيات الاتصال اللاسلكي في المعيار آي إي إي إي 802.11 وهي التقنية التي تقوم عليها معظم الشبكات اللاسلكية شبكة محلية لاسلكية اليوم، فهي تستخدم موجات الراديو لتبادل المعلومات بدلاً من الأسلاك والكوابل. 

كما أنها قادرة على اختراق الجدران والحواجز، وذات سرعة عالية في نقل واستقبال البيانات تصل إلى 54 Mbps. 

وهناك عدة معايير للشبكات اللاسلكية حددها معهد المهندسين الإلكترونيين والكهربائيين IEEE، أشهرها 802.11a، وقد أقرّ قبله معيار 802.11b. وأحدث المعايير اليوم هي 802.11ac، وهذه المعايير متوافقة مع بعضها في الغالب، إلا أن مداها وسرعاتها متفاوتة. 

ويتوقع لتكنولوجيا الواي فاي أن تتطور وأن تتغير كما تتغير معظم التطبيقات التكنولوجية الأخرى.