قبل بدء مبادرة التمويل العقاري.. كيف استفاد الشباب من مشروعات الإسكان؟
مشروع جديد تقوم به وزارة الإسكان في الوقت الحالي من أجل تسهيل عملية الحصول على سكن على الشباب، لاسيما بعد النجاح الذي حققه مشروع الاسكان الاجتماعي للشباب والذي ساهم بشكل كبير في حل أزمة الإسكان في مصر.
المشروع الجديد هو مبادرة التمويل العقاري التي ينتظر كثير من الشباب إشارة الحكومة المصرية لبدء تنفيذ مبادرة للتمويل العقاري بفائدة 3%، وبتقسيط يصل إلى 30 عام تحت رعاية البنك المركزي، والتي من المتوقع أن يبدأ تطبيقها خلال أيام.
تلك المبادرة لا يوجد لها كراسات شروط مثل المشروعات السابقة، ولكن الاستفادة منها تعتمد على توفير الوحدة السكنية أولًا ثم التوجه لجهة التمويل للحصول على قرض التمويل العقاري، وتكون الوحدة بنحو 350 ألف لمحدودي الدخل، وأقل من مليون جينه لمتوسطي الدخل.
وتستعرض "الدستور" في التقرير التالي قبل بدء مبادرة التمويل العقاري، حكايات خاصة لشباب استفادوا من مشاريع الاسكان التي تمت خلال السنوات القليلة الماضية وتحديدًا مشروع الإسكان الاجتماعي.
خالد محمود، شاب في منتصف العشرينات من عمره، سمع عن مشاريع الإسكان الاجتماعي منذ سنوات، بيد أنه لم يقم بالتقديم فيها إلا بعد دخول مدينة 15 مايو، ضمن المدن الجديدة التي تنفذ فيها وزارة الإسكان الاجتماعي وحدات المشروع، وقد دخلت في الإعلان الثامن.
قص علينا الشاب تجربته من التقديم حتى الاستلام، يقول: «التقديم كان في جهاز مدينة 15 مايو، بتسحب الملف وكراسة الشروط وورق التقديم بـ4 آلاف جنيه، والشروط سهلة ومتوفرة في الشباب، يعني لازم تكون مخدتش قبل كدة شقة من الدولة، السن متعدي الـ21، والدخل ميزدش عن 3000 آلاف جنيه»:«بعد التقديم، بتفضل تدفع كل شهر ألفين جنيه، لحد ما تتم 25 ألف، بعد كدة بيحدد الجهاز شقة، وبعدين في وقت معين ممكن يكون بعد سنة أو اتنين بيسلم، وعند التسليم بتدفع الباقي سواء 30 أو 40 ألف».
وعن وصف الشقة، يقولها أنها ثلاث حجرات ومطبخ وحمام، ويتم تسليمها كاملة المرافق، مضيفًا: «الشقة حالتها كويسة جدًا، وتعتبر منقذ لأي شاب لسه بيبدأ، لأنك بتستلمها متشطبة يدوب على الفرش، وفيه بلكونة والفيو حلو ونضيف».
وبين أن الشقة أيضًا داخل بها مياه وكهرباء، وليس بها أي عيوب أو مشاكل، ويتم تسليمها جاهزة للشباب، يضيف: «المشروع مفيد جدًا للشباب من حيث الأسعار والجودة، لأننا في البداية افتكرنا أنها حاجة حكومية، وهتطلع مش حلوة، لكن التصميمات فجائتنا».
محمود عادل، تجربة أخرى لإحدى الشباب مع مشروع الإسكان الاجتماعي، والذي كاد أن يفسخ خطوبته بسبب أزمة السكن في مصر: «شركات العقارات كانت بتستغل حاجة الشباب، لكن دلوقتي الاسكان الاجتماعي انقذنا وأمن مستقبلنا».
وعن تجربته مع الإسكان الاجتماعي بعد استلام شقته في امتداد مدينة 15 مايو، يقول: «الشركات اللي بتنفذ التصميمات من أكبر شركات الهندسة، عشان كدة الشقق واسعة وحلوة، ومفيهاش أي مشاكل من ناحية الميه والكهرباء».
يشكو الشاب فقط، من دهان بعض الشقق قائلًا: «كانت بتشقق في الأول، لأن الشقطة تلات حجرات وصالة وحمام كله تمام ما عدا الدهان، لأن الألوان كمان كلها واحدة».
يؤكد أن الميزة الكبرى في شقق الإسكان الاجتماعي، أنه وقت معاينة الشقة قبل التسليم، ذهب وطلب بعض التغييرات من العمال وقاموا بتنفيذها بالفعل: «الشكوى اللي بتتقدم للشركة بيتبص فيها، وكل التعديلات اللي عايز المستلم يعملها، ولو فيه عيب الشركة بتصلحه».
واختتم: «الحكومة عملت كل شقق الإسكان الاجتماعي في مايو جنب بعضها، والتشطيب مع الألوان كأنك داخل كمبوند، وفيه مرافق بدأت تتعمل أسواق وأندية، عشان منضطرش نروح المجاورات اللي جنبنا، ويكون مجتمع سكني متكامل».
عبدالله منصور، أحد شباب الإسكان الاجتماعي في مدينة العبور، والذي علم دخول مدينته للمشروع من إعلان نقابة المعلمين التابع لها، وقدم بالفعل ودفع أول مبلغ مُعلن عنه مع الأوراق المطلوبة.
الخطوة التالية في الاجراءات البسيطة بحسب وصف الشاب، هو قيام النقابة بعمل دراسة عن محل الإقامة والوظيفة. عقب أربع أشهر من إمضاء العقد استلم أحمد وحدته في مدينة العبور: "لما جيت استلم كنت متوقع ألاقي حاجة غير الصور اللي موجودة في كراسة الشروط، لكن لاقيت صورة طبق الأصل منها، وفوجئت بالمنظر الرائع للعقار والاهتمام الواضح بنضافة الحي والمناطق المجاورة في المدينة».
ليس ذلك وحسب، بل أشاد «عبدالله» بقوة البناء في المرافق والعقارات، وتناسق الألوان والشكل العام للمجمعات السكنية لشقق الاسكان الاجتماعي: «التجربة وفرت كتير، والشقق تستاهل التقديم فيها».
يقول إنه حين استلمها عقب الانتهاء من تلك المرافق، وجدها بنفس المواصفات المذكورة، ولم تواجهه بها أي مشاكل، بداية من المواصفات الشكلية والتقسيم الهندسي، وصولًا إلى المياه والكهرباء: «بتستلم الشقة بالمفتاح على الفرش على طول، مش بتحط مليم زيادة في أي توضيب».