مصير واحد.. متبرعون بالدم لمصابي غزة: «أرواحنا ما تغلاش عليهم»
منذ أيام، بدأت مصر معركة كبرى لمساندة الشعب الفلسطينى، الذى يتعرض لاعتداءات يومية من جيش الاحتلال الإسرائيلى، خاصة فى قطاع غزة، وتضمنت هذه المعركة الكثير من الخطوات العملية على أرض الواقع، مثل فتح معبر رفح البرى أمام المصابين والحالات الإنسانية، وفتح مستشفيات سيناء لعلاج هؤلاء المصابين، وتقديم المساعدات المادية ضمن ملف إعمار غزة، إلى جانب العديد من المساعدات العينية.
وتضمنت خطوات الدعم المصرى أيضًا، فى إطار علاج المصابين فى المستشفيات المصرية، فتح باب التبرع بالدم لصالح هؤلاء المصابين، فى حملات منظمة شهدت إقبالًا كبيرًا من المواطنين، الذين شددوا على أن هذا أقل ما يمكن أن يقدموه للأشقاء الفلسطينيين.
فى السطور التالية، تتحدث «الدستور» مع عدد من المواطنين المتبرعين بدمائهم فى المستشفيات لصالح المصابين جراء القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، للوقوف على كواليس تبرعهم، ودافعهم من وراء ذلك.
محمود الشريف: التبرع فى «العريش العام» و«الشيخ زويد»
كشف محمود الشريف، مدير الشباب والرياضة فى شمال سيناء، عن تنظيم المديرية حملة تبرع بالدم لصالح المصابين من أهالى غزة، الذين وصلوا إلى مصر لتلقى العلاج، بعد إصابتهم فى الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وقال «الشريف» إن هناك فريقين للتبرع بالدم للمصابين الفلسطينيين، أحدهما فى مستشفى العريش العام، والثانى فى مستشفى الشيخ زويد، وذلك فى إطار تقديم الدعم والمساعدة للأشقاء فى فلسطين. وأضاف: «الحملة شهدت إقبالًا كبيرًا من الشباب، وبنوك الدم فى المستشفيات المستهدفة أعلنت اكتفاءها من كثرة التبرع، بما يعكس مكانة فلسطين لدى المصريين، وأنه لا فرق بين فلسطينى ومصرى، والجميع أشقاء».
وواصل: «مصر أم الدنيا، لذا وجب عليها تقديم الدعم الكامل لكل أشقائها، والعمل على رفع الضرر عنهم»، موجهًا الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى «جعل رأس كل مصرى فى السماء»، بعد قراراته غير المسبوقة التى اتخذها لنصرة القضية الفلسطينية. وشدد على أن المصريين جميعًا يتألمون كثيرًا مما يحدث فى فلسطين، فى ظل استمرار الاعتداءات الغاشمة من الاحتلال الإسرائيلى على قطاع غزة، لذا تضافرت جهود الجميع فى مصر لمساندة ضحايا هذه الاعتداءات.
سالم صقر: مستعدون للوفاء بكل ما يحتاجه إخواننا
حرص أعضاء برلمان شباب ونادى التطوع فى مركز شباب «الكوثر» فى شمال سيناء على التبرع بالدم للشعب الفلسطينى، بالتزامن مع دعوة أهالى سيناء لاتخاذ الخطوة ذاتها، والجاهزية لتقديم مساعدات غذائية وطبية للمصابين.
وقال سالم صقر، مدير مركز شباب «الكوثر» فى شمال سيناء، إنه سارع ليكون من أوائل المتبرعين بالدم، بعدما لم يستطع الوقوف عاجزًا أمام ما يحدث فى غزة، مضيفًا: «نحاول تقديم ما نقدر عليه لدعم القضية الفلسطينية».
وشدد على أن «دماءنا هدية لأهلنا فى غزة، وإن وصل الأمر للتضحية بأرواحنا سنهبها إياهم... وما تغلاش عليهم»، مناشدًا المواطنين بالتوجه إلى مقرات بنوك الدم من أجل التبرع لضحايا فلسطين، حتى لا تحدث أى أزمة فى توافر كميات من الدم، خاصة أن عدد الإصابات كبير جدًا، وتل أبيب تواصل ارتكاب مجازر جديدة كل يوم.
واختتم بأن «الشعب المصرى وقياداته يقفون إلى جانب الشعب الفلسطينى، ويدعمونه ضد اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلى، من أجل تخطى هذه الكارثة المفجعة التى لا تفرق بين رجل وامرأة وطفل ومسن، وكل ما يحتاجه الإخوة فى فلسطين مستعدون للوفاء به».
على عبدالرحمن: عائلتى بأكملها شاركت و«المصريين جدعان» فى الشدائد
أكد المواطن على عبدالرحمن أنه لم يتردد لحظة فى التبرع بالدم لصالح مصابى فلسطين، لأن التبرع واجب عليه، كما أن مساندة فلسطين واجب على كل دولة عربية. وقال إن ما تقدمه مصر من مساعدات للفلسطينيين، ومن بينها التبرع بالدم، يؤكد أن مصر هى قلب العروبة النابض، والسند للشعب الفلسطينى الشقيق، والمدافع الأول عن حقوقه المشروعة عبر التاريخ.
وأضاف أن عائلته بأكملها تبرعت بالدماء لإنقاذ الأشقاء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنه رغم امتلاء ثلاجة المستشفى بأكياس الدم، فإن العشرات ما زالوا يتوافدون عليها للتبرع. وتابع: «جدعنة المصريين تظهر فى الشدائد، فلسطين ستبقى عربية، وسينحنى التاريخ احترامًا أمام مساهمات مصر وجهود القيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى هذه القضية، التى تجمع العرب، حتى وإن كان كثيرون لم يقدموا مثل ما قدمته مصر لدعمها».
أحمد محمد: وفرنا كميات هائلة بسبب شهامة الشباب وكبار السن
كشف أحمد محمد، عضو برلمان الشباب فى شمال سيناء، عن أن العشرات من الشباب والسيدات وكبار السن توافدوا على مستشفى الشيخ زويد للتبرع بالدم فى مشهد يعكس تلاحم وشهامة المصريين فى أوقات الأزمات مع إخوتهم الفلسطينيين رغم تأكيد الجهات المسئولة على توافر الدم والبلازما المطلوبة.
وقال «محمد» إن الشباب يتوافدون يوميًا على مستشفى الشيخ زويد ليوقعوا الكشف الطبى الذى يؤكد صلاحيتهم للتبرع بالدم، مشيرًا إلى أن الفرق الطبية تسحب عينة من دماء المتبرع بعد أن يملأ استمارة يشرح فيها حالته الصحية وبعد أقل من ساعة تظهر النتيجة ويبدأ بالتبرع.
وأضاف أن الشباب بدأوا فى التطوع منذ إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى فتح أبواب المستشفيات لاستقبال المواطنين، موضحًا أن بنك الدم فى المستشفى امتلأ بالأكياس بسبب الأعداد الكبيرة من المتبرعين.
وذكر أن إدارة المستشفى سجلت أرقام تليفونات الراغبين فى التبرع للاتصال بهم حال الحاجة لأكياس إضافية، وتابع: «المصريون تظهر معادنهم وقت الشدائد، وهم على استعداد لتقديم كل ما هو غالٍ ونفيس من أجل فلسطين وشعبها، وبسبب شهامة المصريين وفرنا كميات هائلة من أكياس الدم».
محمد نبيل: مصيرنا واحد.. ولا ولن نتراجع عن موقفنا مهما كلفنا الأمر
قال محمد نبيل، مواطن من محافظة شمال سيناء، إن الدم المصرى هو نفس الدم الفلسطينى، لأن العرب جميعًا كالجسد الواحد، مشيرًا إلى أن ذلك هو ما جعله يتبرع بالدم مع العشرات من زملائه.
وأضاف: «نحن نتضامن مع فلسطين ونقف معها ونتبرع بدمنا لدعم أهلها، لأننا شعب واحد، ولا بد أن يدرك العالم كله أن مصر تقف فى ظهر الفلسطينيين، وأنها لن تتراجع عن موقفها مهما كلفها الأمر». وواصل: «الفلسطينيون يشعرون بحب المصريين وتدافعهم لنجدتهم ومعاونتهم فى الحرب التى يخوضونها للحصول على حقوقهم المشروعة، والمصريون دائمًا هم خط الدفاع الأول عن فلسطين، لأن مصر لم تبع فلسطين كما فعل البعض، وهى من يعيق مخططات الاحتلال لتهويد فلسطين وتهجير أهلها».
وتابع: «وجعنا واحد، ومهما حاول الكيان أن يفرق بين شعوبنا العربية، فإننا سنظل أمة واحدة، وسيبقى مصير فلسطين مرتبطًا بمصر والدول العربية».