«نجاتك بإيدك».. علماء يكشفون موعد انتهاء موجة كورونا الثالثة وطرق النجاة
أعلنت الإدارة المركزية للشؤون الوقائية بوزارة الصحة، على لسان رئيسها الدكتور محمد عبد الفتاح، أن قمة المنحنى الوبائي لفيروس كورونا تحققت في 30 ديسمبر الماضي، حيث وصلت أعداد الإصابات بالفيروس إلى 1418 إصابة، وخلال شهر رمضان كسرنا حاجز الألف إصابة يومية مرة أخرى، ليزداد الوضع سوءًا في الأسبوع الأخير منه وخلال عيد الفطر، وهو ما كان متوقعًا لذلك أصدر مجلس الوزراء حزمة من القرارات التي تحجم الاختلاط والتزاحم بدءًا من أعياد الربيع وحتى يومنا هذا .
الفيروس سيستمر في حصد الأرواح بالاستهانة به
الزيادة في الأعداد تُنذر بارتفاع المنحنى الوبائي خلال الموجة الثالثة لانتشار الفيروس محليًا وعالميًا، حسبما قال الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا.
وأضاف لـ " الدستور" ، أن الحديث عن ارتفاع المنحنى الوبائي يعني ارتفاع زيادة الإصابات الرسمية المسجلة في المستشفيات والمعامل المركزية وأضعافها التي اكتفت بمتابعة الأطباء في العيادات الخاصة، والالتزام بالعزل المنزلي والتي لا تلجأ للمستشفى إلا إذا ساء الوضع وانخفض معدل الاكسجين في الدم.
وأوضح " حسني" أنه رغم التحذيرات والمطالبات بالالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة وزيادة الحالات، إلا أن ارشادات الوقاية لم تصبح جزء من روتين المواطن، حتى مع فرض ارتداء الكمامة جبرًا لازال هناك تجمعات وتزاحم، فأصحبت المناسبات الرسمية والأعياد والجنازات وسرادق العزاءات، موعدا للتجمع، كما أن الكثيرين لا يدركون أن الإجازات ماهي إلا فرصة لتقليل التكدس والاحتشاد في المواصلات العامة وأماكن التجمع.
وعن التساؤل الذي يشغل الأوساط العامة حاليًا "متى تنتهي ذروة الموجة الثالثة؟" أجاب رئيس لجنة مكافحة الكورونا، قائلا إن المواطن وحده هو من يستطيع ردع الفيروس عن التفشي، فالالتزام ليس أخلاقي أو اختياري، على العكس فإنه ضروري جدا، فمن يسلّم من الإصابة يضمن نجاة من حوله، لذا يجب الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية لتجاوز الفترة الاستثنائية التي تمر بها البلاد، فالإغلاق الجزئي الذي نتبعه حاليًا للمحال والمولات يضر بمصالح شرائح عديدة ويغلق بيوت لشهور وهو ما نحاول وقفه بتقليل الإصابات.
وأشار حسني إلى أنّ الدولة تعمل في التوقيت الحالي على التوسع في عملية تطعيم المواطنين بلقاح فيروس كورونا المستجد، وكلما زاد عدد الأشخاص المطعمين باللقاح كلما ساهم ذلك في الحد من انتشار العدوى، لذا على كل الفئات الإسراع في التسجيل للحصول على اللقاح لاسيما أن وزارة الصحة ضاعفت عدد مراكز التلقيح كي تيسر الحصول عليه وتقربه من راغبيه .
الموجة الثالثة تنحصر خلال أسبوعين لكن القادم أسوأ بالاستهتار
من جانبه، أكد الدكتور عبد اللطيف المر أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي، أهمية تلقي اللقاح حاليًا، خاصة أن الموجة الثالثة شهدت تسجيل الإصابات بين جميع الفئات، فلم يعد الشباب والأطفال في منأى عن الوضع تحت أجهزة الاعاشة والتنفس الصناعي، وأن الموجة الثالثة ليست نهاية الفيروس، لكن كل الجهود التي تسعى لها دول العالم حاليًا هو تحويله من الحالة الوبائية حاصدة الأرواح إلى التعايش المستقر .
وأضاف أن الأطقم الطبية والأجهزة المعنية لا زالت حتى الآن تتعامل مع " كوفيد_19" حتى بعد مضي نحو عام ونصف على تسجيل أول حالة به، بطريقة التجربة والخطأ، فتعاملنا بمناعة القطيع تارة لإثبات أن الإصابة الجماعية ستقلل من الإصابات بشكل عام مستقبلًا، وعند الفشل طبقنا حظر التجوال والإغلاق الجزئي ثم العام، لكن فشلت تلك السياسة أيضَا، لكن الأمر الوحيد الذي اثبت نجاحه هو الالتزام الفردي بكافة الإجراءات الاحترازية .
و نوه "المر" إلى أن اللقاح هو السبيل الوحيد للخروج من النفق حاليًا، فكل ذروة للوباء يليها انحصار، وهو ما سيحدث خلال الأسبوعين القادمين، لكن عند التهاون والاستهتار ستكون الموجة الرابعة أشرس لاسيما على الأطفال حيث تتزامن مع إجازة نهاية العام وقضائهم الصيف على الشواطئ وفي التجمعات .